تجهم وجه طبيبها المعالج، وهو يقول للمرأة الواقفة أمامه، ليس هناك أي حل لمرضك سوى استئصال الثدي المريض، لقد أضعت فرصة سانحة لعلاج ثديك من السرطان، ولكن للأسف لقد قضيت على جميع الفرص بتناولك لتلك العشبة». لم يكتف الطبيب الاختصاصي في علاج أمراض الدم لمركز الزنكولوجيا، بل حذرها إن هي لم تتوقف عن تناول «برزطم» فسوف تعاني من الفشل الكلوي». كان للخبر تأثير بالغ على نفسية فاطمة، فهي تعاني من الأورام الخبيثة علي مستوى ثديها اليسرى وكانت تأخذ علاجها بمركز أنكولوجيا بالدارالبيضاء، وجارتها نصحتها بضرورة تناول «برزطم» لأن هذه العشبة السبب في خلاص العديد من المرضى من السرطان. لم تكذب فاطمة خبرا فقد بحثت عنها ولم تجد صعوبة في إيجادها فهي متوفرة للجمييع .. تناولت الماء المغلي الذي نقعت به «برزطم» لمدة أربع وعشرين ساعة.. النتيجة كانت تدهور صحتها بشكل كبير بل احتد المرض عندها لدرجة أن طبيبها قرر استئصال ثديها المريض. ليست فاطمة هي الوحيدة التي تأكد طبيبها أنها تستعمل «برزطم» في علاج السرطان، بل هناك العديد من المرضى حسب مجموعة من الاختصاصيين يستعملونها خاصة من قبل بعض مرضى السرطان الذين يتشبثون بكل أمل مهما بدا ضئيلا دون إخبار طبيبهم المعالج، متخلين أثناء ذلك عن العلاجات الموصوفة لهم من قبل أطبائهم. مجموعة من أطباء مركز الأنكولوجيا اضطروا إلى وقف العلاجات الكيماوية لمرضاهم بعد إصابتهم بالقصور الكلوي، نتيجة “برزطم”. المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية ما فتئ يحذر االرضى والمهتمين من مضاعفات هذه العشبة السامة التي تنتشر على نطاق واسع بالإضافة إلي المغرب في العديد من بلدان البحر الأبيض المتوسط كإيطاليا وإسبانيا وفرنسا. سفيان بائع بسوق «العراكات» بدرب السلطان بالدارالبيضاء وقف وسط عدد من الزبناء كأستاذ في القسم يشير إلى إيجابيات عشبة «برزطم» ودورها الفعال في علاج العديد من مرضى السرطان، بل يروي لهم قصصا من وحي خياله عن أشخاص كانت هذه العشبة سبب شفائهم من داء السرطان. هذه العشبة القاتلة تباع في الأسواق بثمن زهيد، لكن مضاعفاتها خطيرة وفي أكثر من الأحيان تكون مميتة. قبل أن يتمم سفيان «محاضرته» وجد «جمهوره» يطلبون منه أن يسرع بتسليمهم تلك العشبة المعجزة!!