في أجواء من الحزن والحسرة على الفقدان، وبقلوب مؤمنة بقضاء الرحمان، رغم فاجعة اختطاف أربعة أرواح في حرب طريق، تدور رحاها على مختلف المنافذ الطرقية بالمغرب، تم يوم الاثنين الماضي، تشييع جثامين أسرة الأستاذ جواد الذي لقي حتفه في حادثة سير على الطريق الرابطة بين مدينة الجديد وسيدي بنور، قرب دوار «المويسات». فبمقبرة الرحمة بالدارالبيضاء، تم تشييع جثمان الأستاذ «جواد خلاقي»، في الوقت الذي تم فيه نقل باقي جثامين أفراد الأسرة إلى مسقط رأس زوجته، التي لقيت حتفها بدورها إضافة إلى حماته وابنه الأكبر، الذي بالكاد يعد سنوات عمره الأولى. في الوقت الذي نجا فيه بأعجوبة أصغر أطفاله، وهو رضيع في أسابيعه الأولى. في الوقت الذي لقي فيه والده ووالدته وأخوه حتفهم، في حادثة سير خطيرة بضواحي الجديدة. فمساء السبت الماضي أدى اصطدام سيارتين واحدة من نوع «كولف» والثانية من نوع «كونغو» إلى وفاة جميع أفراد أسرة ووالدة الزوجة. وكانت الحادثة وقعت في حدود الساعة الخامسة والنصف قرب دوار «المويسات»، الذي يبعد بحوالي ثمانية كيلمترات عن مدينة سيدي بنور. وقد توفيت الزوجة والزوج وابن لهما في الحال، في حين توفيت والدة الزوجة عند نقلها إلى المستشفى، ليغدو الطفل الصغير الذي مازال في أيامه الأولى، يتيما، ليعيش وحيدا بعد وفاة والديه. وقد كان الأب الضحية واحدا من الشباب القلائل بالحي الذي قطنته أسرته بالدارالبيضاء، وبالضبط بحي المعلم عبد الله، حيث تربى وترعرع، الذي تمكن من إتمام دراسته والالتحاق بمعهد تكوين الأساتذة، الذي تخرج منه مربيا وأستاذا محبا لعمله، مجدا في تلقين النشء مبادئ القراءة والكتابة، لذلك لم تترد الأسرة التعليمية بنيابة سيدي بنور في نعيه ورفيقة دربه، الذي جمعته بها الألفة والمحبة ليكونا أسرة واحدة، كما جمعهما من قبل مجال التدريس المشترك. وعمل الأستاذ الراحل «جواد خلاقي» بمجموعة مدارس «الجعفرية»، في حين عملت زوجته بمجموعة مدارس «أولاد سعيد»، قبل أن يباغتهما القدر المحتوم في حادثة سير مفجعة أزهقت في رمشة عين أرواح أربعة أفراد من أسرة واحدة. رشيد قبول تصوير: إبراهيم بوعلو