غاب محمد ساجد وانعقدت الدورة الإستثنائية لمدينة الدارالبيضاء. غياب العمدة لم يكن بمحض إرادته، وإنما جاء نتيجة ضغوط مارسها عدد من أعضاء المعارضة بالمجلس ، وكذا تدخل الوالي محمد حلاب بعدما التقى عددا من المنتخبين ، اشترطوا حسب إفادات مصدر مطلع لإنعقاد الدورة الإسثتنائية غياب ساجد عن أشغالها، الأمر الذي لم يستسغه العمدة إلا بعد تدخل الوالي، باعتبار الأمر يتعلق بالمصلحة العامة للمدينة ، والتي تأتي فوق الإعتبارات الشخصية أو الصراعات السياسية بين الأعضاء 0 الدورة الأخيرة انعقدت بعد مبادرة لفريق العدالة والتنمية، من أجل جمع التوقيعات لعقد الدورة، حيث نجح الفريق في تجميع العدد الكافي، بعدما بدا أن الفريق يدفع منذ مدة باتجاه المصادقة، وعدم عرقلة المشاريع الكبرى بالمدينة خاصة المسرح الكبير والترامواي ، خاصة بعد حضور الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران إلى الدارالبيضاء ولقاءه مع ساجد، وكذا اجتماعه بأعضاء فريق حزبه بالمدينة، من أجل عدم عرقلة أشغال المجلس، ومساندة العمدة لتمرير المشاريع الكبرى في إطار ما وصفته بعض المصادر ب «الصفقة الغامضة» بين الطرفين 0 «تمخض الجبل فولد فأرا» هو العنوان الذي ينطبق علي دورة أول أمس، دورة استثنائية بطعم عادي جدا، هذا ما لا حظه كل من حضروا أشغال دورة مجلس مدينة الدارالبيضاء ، إذ بعد توقف طويل عن ممارسة أشغالها دام لعدة شهور، و ساعتين بعد الموعد المحدد لإنطلاقها( الثالثة مساء) ظلت الدورة تتخبط في دوامة النصاب القانوني، إلى حدود الساعة الخامسة تقريبا، وحتى بدأ الشك يتسرب إلى النفوس من أن الدورة لن تنعقد كسابقاتها، رغم أنم انعقادها يأتي في ظل أجواء خاصة، حيث بدل عمال ولاية الدارالبيضاء مجهودا كبيرا، لإقناع المنتخبين بضرورة تمرير الدورة والمصادقة على النقط الواردة فيها، باعتبارها مشاريع حيوية للمدينة والسكان 0 وبعد قيل وقال وهرج ومرج وتبادل للإتهامات والأوصاف القبيحة انطلقت أشغال الدورة، تمت المصادقة على نقطة وحيدة تتعلق باتفاقية لمرض السرطان على مستوى جهة الدارالبيضاء، فيما اتفق الأعضاء على تأجيل البث في باقي النقط السبعة، إلى حين مناقشتها في إطار اللجان المختصة يومه الأربعاء ، وهو مطلب لقي دعم غالبية أعضاء المجلس ، باعتبار الدورة لا ينبغي أن تتحول إلى « شيك على بياض » لذلك اشترطوا مناقشة النقط، وبعدها التصويت في الجلسة العامة 0 المشاهد المعتادة، كانت حاضرة في الجلسة، حيث منع البعض من التوقيع على ورقة الحضور، وتطور الأمر إلى مناوشات و صراخ، اتهامات، ولافتات تحمل عبارة (ساجد ديكاج ، الإستبداد ديكاج، لا للفساد...)، وللحظات تم احتلال المنصة من قبل بعض الأعضاء الذين تناوبوا على الكلمة، فيما كان أحد المستشارين بالقرب من مدخل قاعة الإجتماعات الكبرى ، يصرخ بأعلى صوته منبها الأعضاء إلى الخطر الذي يوقعون فيه سكان الدارالبيضاء، بسبب بتمرير نقط جدول الأعمال «احذروا الفساد... احذروا المفسدين الذين يوفرون الغطاء لمسؤولي مجلس المدينة... »، مستشار ثان كان يستنجد بجلالة الملك لإنقاذ المدينة، وقال أن مسيريها الحاليين يسيرون عكس الرغبة والإرادة الملكية 0 أول أمس اكتمل النصاب القانوني وانعقدت الدورة الإستثنائية التي طال انتظارها، غاب العمدة محمد ساجد و ترأس الجلسة نائبه الأول أحمد ابريجة، وتمت المصادقة على بعض النقط فيما تأجلت أخرى، لكن حال مدينة الدارالبيضاء لا زال لايسر عدوا ولا صديقا، وهو ما وصفه أحد الحضور أمس بالقول « كازا ما تستاهلش هاد شي... » 0