بحث صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الخميس بالقاهرة، مع نظيره الليبي، محمد دايري، تطورات الوضع في ليبيا والعلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها. وتناول اللقاء، الذي عقد على هامش الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، الدعم المغربي للشرعية والاستقرار بليبيا من خلال تشجيع قنوات الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين في أفق بناء مؤسسات ليبيا وفق تطلعات الشعب الليبي. كما تطرق الجانبان إلى تطورات الوضع في ليبيا على ضوء تحركات مبعوث الأممالمتحدة لليبيا في محاولة منه لإنجاح مسار الحوار بين الفرقاء الليبيين ودعم الشرعية في مواجهة خطر المساس بسيادة ليبيا ووحدتها الوطنية. وشدد صلاح الدين مزوار على أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس على استعداد دائم لدعم الشعب الليبي ومواكبة مسار بناء دولته والحفاظ على استقراره ومواجهة كل محاولات المساس بوحدة وسيادة ليبيا. وجدد، في هذا الصدد، التأكيد على مبادرة المغرب بتكوين قوات الجيش والأمن الليبيين، معتبرا أن التزام المغرب في هذا الإطار ما يزال قائما. ومن جانبه أكد الوزير الليبي أن المؤسسات الشرعية بليبيا تتطلع إلى دور أكبر للمغرب في إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السائدة ويضع حدا للوضع غير المستقر بهذا البلد ومواكبة مسار بناء المؤسسات الديمقراطية والاستفادة من خبرات المملكة في مجال المصالحة وتكوين الجيش وقوات الأمن الليبي. ودعا المغرب إلى خطة طريق تخرج ليبيا من الأزمة العاصفة التي تجتاحها ، مؤكدا ضرورة أن تنهض الجامعة العربية بمسؤوليتها في هذا الصدد . وقال صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، " إن ليبيا التي يتسم الوضع فيها بالانفلات الأمني والتشردم، في حاجة ماسة إلى خطة طريق، في أبعادها الأمنية والمؤسساتية والتنموية تخرجها من الأزمة العاصفة التي تجتاحها ". وأكد أن الشعب الليبي " لن يقبل بأن يعبث بمصيره وبمستقبل دولته ووحدتها الترابية وهو الذي أبلى البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار وفي رفض الظلم والاستبداد" . وقال إنه في ضوء المبادئ والضوابط التي تم تأكيدها ضمن مختلف المجهودات والمبادرات المبذولة إقليميا ودوليا ، فإنه ليس هناك مرتكز للشروع في مسلسل المصالحة والعودة بالبلاد إلى الأمن والاستقرار أفضل من الشرعية، "خاصة إذا تعززت هذه الشرعية بالقدرة على تجميع الفرقاء في إطار تشاركي، يشعر فيه الجميع بأنه يسهم في بلورة وبناء مؤسسات دولة عصرية منسجمة مع تطورات العصر وقادرة على رفع تحديات التنمية المستدامة". وأعرب عن الأسف لتزايد خطورة الوضع في البلاد ، بما ينتج عنه تنام للإرهاب، الذي يقوض حظوظ التسوية الداخلية، وينذر بانهيار مقومات الدولة الليبية ويهدد أمن وسلامة محيطها القريب والبعيد، بالرغم من تعدد المبادرات الإقليمية والدولية التي "ظلت محدودة الآثار". وأكد في هذا الصدد أنه " آن الأوان كي تنهض جامعة الدول العربية بمسؤوليتها كتكتل إقليمي يعكس تضامن الدول العربية ويحرص على صيانة الوحدة الترابية لجميع أعضائه، وذلك من خلال الأخذ بزمام المبادرة، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وبقية الآليات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، حتى تستعيد ليبيا مكانتها ويصبح بمقدورها المساهمة في الدفع بالاندماج المغاربي ومن تم بالعمل العربي المشترك".