احتفلت المدينةالجديدة تامنصورت، أمس الأربعاء، بذكراها العاشرة، وذلك بتنظيم لقاء حول موضوع "تامنصورت .. عشر سنوات .. الحصيلة والآفاق". وشكلت هذه التظاهرة، التي نظمت بمبادرة من مؤسسة العمران تامنصورت، مناسبة مواتية لتقديم حصيلة الإنجازات بعد عشر سنوات من إحداث هذه المدينةالجديدة، لمناقشة آفاق تنميتها والوقوف عند مستوى تقدم هذا الورش الكبير. وقال وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة محمد نبيل بنعبد الله، في كلمة بهذه المناسبة، إن هذا اللقاء يعتبر فرصة لاستشراف مستقبل هذه المدينة ومواصلة مستوى التعبئة لضمان تحقيق الاهداف لتنميتها. وذكر، في كلمة ألقتها بالنيابة عنه المفتشة العامة بوزارة السكنى السيدة أمينة بوكتاب، بالخطوط العريضة لاستراتيجية الوزارة في مجال دعم ومواكبة تطور المدن الجديدة في إطار تنفيذ برنامج حكومي في شقه المتعلق بوظائف المدن المغربية والفضاءات المجاورة لها. وأضاف أن الأمر يتعلق بتعزيز قدراتها في الاندماج السوسيو-اقتصادي من خلال تعزيز مكانة المتدخلين من مختلف الوزارات في مجال البنيات التحتية، وبالتالي التمكن من رفع مستوى جاذبيتها تجاه المواطنين والمستثمرين. وأشار الوزير إلى أن هذه الاستراتيجية مكنت من وضع مخطط لإعادة انطلاق مدينة تامسنا (538 مليون درهم)، والمخطط الخماسي الذي انطلق في مايو 2014 لإعادة انطلاق ودينامية تامنصورت (36ر1 مليار درهم)، وإعداد مخطط المواكبة لشرافات (5ر791 مليون درهم)، في الوقت الذي تتقدم فيه المباحثات على المستوى المحلي لوضع مخطط لإعادة انطلاق لخيايطة. وخلال تطرقه لمخطط إعادة انطلاق ودينامية تامنصورت، ذكر السيد بنعبد الله أن هذا المخطط تم إعداده وفق الرؤية الجديدة لسياسة المدينة وحسب برنامج عملي طموح يرتكز على حكامة الأنشطة وتضافر جهود كافة المتدخلين. وأضاف أن هذا البرنامج يتضمن، على الخصوص، إنشاء مركب جامعي للقاضي عياض، من خلال تعبئة استثمار يصل إلى 1ر1 مليار درهم، وأن هذا المشروع يشكل إسهاما هاما لتعزيز الطابع المتكامل لهذه المدينةالجديدة ويمنح بالفعل فضاء حضريا جامعيا الذي سيكون مطالبا بالاضطلاع بدور المحرك في مجال التكوين الجامعي والاقتصاد المعرفي على مستوى مراكش الكبرى. وأشار الوزير إلى أن إعادة انطلاق تامنصورت يشمل أيضا إنجاز مشاريع كبرى أخرى مهيكلة ستواكب دينامية تطور المدينةالجديدة، من ضمنها مستشفى محلي، وقاعات مغطاة للرياضة، ومركز ثقافي، ومنطقة للأنشطة الاقتصادية والصناعية، وثلاثة دور للشباب، ودار نسوية وثلاثة مراكز صحية وعشرة ملاعب رياضية وثلاثة مساجد ومصلى وقاعات متعددة الاستعمالات. من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة العمران بدر الكانوني أن سياسة المدن الجديدة تعتبر إحدى مكونات سياسة المشاريع الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذه السياسة الوطنية ينخرط فيها جميع الشركاء من أجل بلوغ الأهداف التنموية المحددة بالنسبة لهذه المشاريع. وأضاف أن هذه السياسة تروم، على الخصوص، ضمان للساكنة إطارا للعيش الحضري اللائق الذي يستجيب لأولويات التنمية المستدامة، وتأمين عرض متنوع للسكن يستجيب لطلب مختلف الشرائح الاجتماعية ولحاجياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتسهيل الولوج الى شريحة عريضة من المجتمع للخدمات الاساسية وخدمات القرب بفضل البنيات التحتية ومناطق الانشطة الاقتصادية، التي تواكب هذه الأوراش الكبيرة. وثمن الكانوني الالتزام القوي لمختلف الشركاء المؤسساتيين الى جانب مجموعة العمران، مبرزا أن هذه التعبئة أتاحت الفرصة اليوم ل55 ألف شخص من السكن في المدينة بفضل الجهود المبذولة التي مكنت من إنجاز 95 في المائة من البنيات التحتية الأساسية المبرمجة، وإنجاز 16 ألف وحدة سكنية، وإحداث 35 تجهيز عمومي ومناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية، وتهيئة الفضاءات الخضراء على مساحة تبلغ 300 هكتار (غرس 14 ألف شجرة)، علاوة على 17 بنية تحتية للقرب التي سترى النور قريبا. من جانبه، أوضح والي جهة مراكش تانسيفت الحوز عبد السلام بيكرات أن مدينة تامنصورت بدأت في استقطاب المشاريع الكبرى الكفيلة بتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية. وأضاف أن هذه المدينةالجديدة تشكل قطبا واعدا بالنظر الى المؤهلات التي تتوفر عليها، داعيا إلى الرفع من مستوى وتيرة إنجاز البنيات التحتية ومواكبة المشاريع المهيكلة لتامنصورت حتى تتوفر بها كل ظروف العيش اللائق وتصبح مدينة للمعرفة والاقتصاد والإنتاج. وأبرز رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز أحمد التويزي، من جانبه، أن مدينة تامنصورت تم إحداثها من أجل التحكم في التوسع العمراني لمدينة مراكش، والاستجابة للطلب المتزايد أكثر فأكثر على السكن، داعيا إلى مواكبة تطور مدينة تامنصورت في جميع الميادين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لبعض المشاكل، من ضمنها النقل. تجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء عرف مشاركة الشركاء الأساسيين المنخرطين في تنفيذ هذا الورش الوطني الكبير، من بينهم الوزارات، والمؤسسات العمومية، والسلطات المحلية، والمنتخبين، والمنعشين الاقتصاديين والاجتماعيين وممثلي النسيج الجمعوي. وبهذه المناسبة، تم تنظيم زيارات ميدانية للمسجد الجديد المنجز من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فضلا عن الاطلاع على تقدم أشغال بعض المشاريع، من بينها القاعة المغطاة للرياضة والمركز الثقافي، اللذان سينجزان في إطار مخطط إعادة الانطلاق 2014 – 2018 لمدينة تامنصورت، علاوة على مشروع بناء إقامة "جاكاراندا" وهو مشروع نموذجي للسكن بتمويل مشترك من قبل الاتحاد الأوروبي لتشجيع السياسة الوطنية حول النجاعة الطاقية.