ما حدث اليوم الأربعاء (7 يناير) سيبقى مسجلا في تاريخ البشرية. صحيفة ساخرة هوجمت بالأسلحة الثقيلة من طرف إرهابيين يدّعون الإسلام. إنه الرعب المطلق في كامل تجلياته. تعاطفي وتضامني مع طاقم صحيفة "شارلي إيبدو"، ومع أسر الضحايا، ومع الدولة الفرنسية. إن من قام بهذا الهجوم هم وحوش، فليس هناك من تبرير لهذا الفعل الإجرامي والإرهابي. الآن يجب أن نكون واعين بما قد تحدثه الكلمات والخطابات والمواقف المتطرفة التي تصدر من أي جهة كانت. متطرفان، بعيدين عن الإنسانية، الأول يطالب بإعلان الحرب على كل الحضارات الأخرى باسم الإسلام، دين ليس له علاقة مع الممارسة اليومية لمليار من المؤمنين. والثاني لا يرى في هذا الدين إلا خطرا، ويغتنم هذا الخوف لتحقيق مصالحه. الخوف من الإسلام والجهاد عاملان يتجهان بنا إلى التطرف والعنف. الكلمات ليست محايدة، وقد كتبت هذا عدة مرات، وحذرت منه في افتتاحياتي. إن السياق صعب للغاية بالنسبة لأولئك الذين يدعون إلى العقلانية والقيم العالمية. ومع ذلك فهذه القيم هي أملنا للخلاص، إذا أردنا القضاء على الهمجية، وأقول القضاء عليها بصفة نهائية وليس التقليل منها.الوضع الحالي في أوروبا يظهر أن هناك نمو للإسلاموفوبيا مقبولة من قبل نخبة. في المقابل هناك من لجأ إلى الإيديولوجية الوحشية اللاإنسانية.نحن جميعا "شارلي إيبدو"، حتى عندما لا نتفق مع خطها التحريري.نحن جميعا "شارلي إيبدو" لأن البشرية تقدمت بعاملين اثنين: الحرية والمساواة. فمنذ عهد سبارتاكوس عرفنا أن هاذين العاملين هما اللذان جعلانا نتطلع إلى مستقبل صعد بالبشر نحو الأعلى. إن من استهدف شارلي إيبدو هاجم حرية جميع الناس دون استثناء.يجب علينا اليوم جميعا أن نقف ضد كل هذه الهمجية، وفاء لأرواح الضحايا والأموات. ويجب أن نوقف العنصرية والهمجية. نحن مستأمنون على أطفالنا، وليس لدينا الحق في توريثهم عالما لا يوجد فيه سوى التطرف، عالم يزيل عن بعض أفراده صفة الجنس البشري.دعونا نتعبء ضد هذه الطريق الجهنمية التي تقودنا نحو الهمجية. "شارلي إيبدو" كانت دائما تشارك في هذه المعركة، بطريقتها، ولكن بقناعة كبيرة. لذلك فلنكن جميعا "شارلي إيبدو". بقلم: أحمد الشرعي ناشر وعضو مجالس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية.