باختياره شخصية سنة 2014 في النرويج، ينال الطبيب النرويجي مادس غيلبرت اعترافا شعبيا بالأعمال الإنسانية التي قام بها هذا الطبيب المتطوع لصالح سكان قطاع غزة وللقضية الفلسطينية، نظرا لجهوده الكبيرة في التخفيف عن معاناة السكان خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع. وجاء هذا الاعتراف من خلال التصويت المكثف للنرويجيين على مادس غيلبرت الذي وضع ضمن لائحة من أشهر الشخصيات النرويجية في سنة 2014 والذين كانت لهم بصماتهم في ميادين اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، أو عانوا من مشاكل اهتز لها الرأي العام النرويجي. واختير الطبيب غيلبرت، المعروف بنشاطه الإنساني، نتيجة استفتاء قامت به صحيفة (في غي) واسعة الانتشار حول لائحة من 12 شخصية نرويجية. ونال غيلبرت آلاف أصوات قراء صحيفة (في غي) متفوقا على الحاصلة على الرتبة الثانية كاترين أولسن والدة أندري الذي انتحر في سن ال13 عاما، بفارق كبير بنحو 11 ألف صوت. كما تفوق الطبيب غيلبرت في هذا الاستفتاء على أسماء معروفة في النرويج مثل لاعب كرة القدم مارتن أوديغارد الذي اشتهر بكونه أصغر لاعب في العالم يخوض مباراياته مع منتخب بلاده، والممرضة النرويجية كوريي دي مانها التي أصيبت بفيروس إيبولا وكانت لها الشجاعة كي تعلن عن عزمها العودة إلى غرب افريقيا للمساهمة في محاربة الداء بعد أن تعافت من المرض. وتضمنت لائحة المرشحين لشخصية السنة في النرويج على الخصوص سيري مارتينسن المعروفة بنضالها من أجل حقوق الحيوانات، والزوجان النرويجيان ماي-بريت موزر وادفارد موزر الفائزين رفقة الباحث البريطاني-الأمريكي جون أوكيف، بجائزة نوبل للطب لسنة 2014 لاكتشافهم نظاما في الدماغ هو بمثابة جهاز تموضع داخلي. وساهم عدد كبير من أفراد الجالية العربية المقيمة بالنرويج في تتويج مادس غيلبرت بهذا اللقب حيث قاموا بحملة كبيرة للتصويت عليه ضمن الاستفتاء الذي نظمته صحيفة (في غي) واسعة الانتشار بالبلاد والتي تحتل مرتبة متقدمة في نسبة قراء الصحف في النرويج. وكان غيلبرت، البالغ من العمر 67 عاما، والذي يعمل كطبيب تخدير في مستشفى إحدى جامعات شمال النرويج، قد قضى أكثر من خمسين يوما في علاج أكثر من 11 ألف إصابة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. وفي أول تصريح له عقب الإعلان عن فوزه بلقب شخصية السنة في النرويج، قال الطبيب غيلبرت إن "الشعب الفلسطيني عانى لفترة طويلة"، مشيرا إلى أن "الكل يعرف ما يحدث حقا في غزة. وأنا أحاول أداء دوري قدر المستطاع". وأضاف غيلبرت، خلال حفل نظم بالمناسبة، أنه يتلقى الجائزة ليس دعما له فقط بل أيضا "للشعب الفلسطيني الذي يعاني". وساهم غيلبرت، الذي ألف كتابا بعنوان "عيون غزة"، بشكل وازن مع العديد من الأطباء في علاج مئات الجرحى الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وخاصة في مجمع الشفاء الطبي الذين كان ميدانا للإسعافات وإجراء العمليات الجراحية الطارئة للضحايا. ودخل الطبيب النرويجي، المتوفر على تجربة أكثر من 30 سنة من العمل في مناطق النزاعات الدولية، قطاع غزة عبر معبر رفح، بعد منعه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الدخول عبر معبر بيت حانون. وقامت إسرائيل مؤخرا باتخاذ قرار بمنعه من دخول قطاع غزة مدى الحياة، مبررة إغلاق الحدود في وجهه بأسباب أمنية، في حين أشارت وسائل إعلام إلى أن القرار مرتبط بتصريحات مادس غلبرت التي أدلى بها مؤخرا والتي ينتقد فيها السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. وكان غيلبرت قد وصف عدوان إسرائيل على القطاع، الذي أدى إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني معظمهم مدنيون، بأنه "إرهاب دولة" و "جريمة ضد الإنسانية". من مراسل الوكالة الدائم بأوسلو : جمال الدين بن العربي