أكد نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينش، رغبة أنقرة في إزالة التوتر القائم مع القاهرة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية العلاقات مع الإمارات ودول الخليج رغم اختلاف المواقف إزاء مصر. فقبل يوم من إعلان المصالحة المصرية القطرية، كان أمير قطر، الشيخ تميم آل ثاني، في زيارة رسمية لأنقرة، حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان. ووفقا لشبكة "سكاي نيوز عربية" فإن الضيف القطري صارح حليفه الإقليمي بنيته المصالحة مع القاهرة، بينما كان يوقع اتفاقيات تعاون استراتيجي وعسكري واقتصادي بمئات الملايين من الدولارات دون رد علني على هذا من أردوغان. إلا أن الرد التركي جاء في تصريحات نائب رئيس الوزراء، الذي عبر قبيل زيارته الكويت عن رغبة الحكومة في ترميم علاقاتها مع مصر ودول الخليج كافة، في خروج قوي عن سياسة الرئيس أردوغان. وقال أرينش "تجمعنا ومصر أخوة الدين والجغرافيا والتاريخ، تركيا لم تقبل بالتغير في مصر لكن السيسي (الرئيس المصري) الآن رئيس وهناك أمر واقع لا يمكن تجاهله". وعليه، فإن زيارة أرينش للكويت قد تحمل طلب وساطة لمصالحة أوسع تتجاوز مصر، لاسيما أن الأخير قال أيضا "العلاقات مع الإمارات والخليج مهمة، رغم اختلاف المواقف إزاء مصر، وقد يكون لهم حجتهم في ذلك، لكن تبقى أواصر الصداقة هي الأهم". ويبدو أن المصالحة القطرية المصرية دقت جرس الإنذار لدى أنقرة، بعد أن شعرت بأن عزلتها في المنطقة في ازدياد فباتت تسعى للمصالحة، لكن هل يمكن أن يكون الأمر سهلا بعد كل الانتقادات التي وجهها أردوغان للرئيس المصري، والتي تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية. وماهو أفق المصالحة، بعد أن حول أردوغان اسطنبول لمركز عمل لجماعة الإخوان المسلمين بجميع فروعها، تنطلق منها لشن حملات سياسية واعلامية ضد مصر ودول الخليج ؟ ويؤكد دبلوماسيون أتراك ومصريون أن التعاون مع تركيا مفيد في العديد من الملفات الإقليمية، لاسيما سوريا والملف النووي الإيراني، لكن توجهات أردوغان وتصرفاته وتصريحاته تقف عائقا حتى أمام توجهات حكومته. عن بوابة الأهرام