« كان هادئا وطيبا، ومواظبا على الدراسة..» هكذا يصفه زملاءه وأساتذته بثانوية مولاى رشيد. الثالث والعشرين من شهر مارس الماضي، تاريخ أسود ستتذكره عائلة أمين التاغي، طويلا بقصبة تادلة. فكلما استعادت شريط الجريمة المجانية التي ذهب ضحيتها أحد أفرادها، إلا وكان جرح الرحيل أليما.لكن تاريخا آخر جديد هذه المرة سيوشم في ذاكرة العائلة والرأي العام المحلي على حد سواء. يوم الخميس الماضي، وقف المتهم الثاني في نفس القضية للمرة الأخيرة أمام هيئة غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف ببني ملال،. انتظاره لم يدم طويلا، ففصول المتابعة كانت واضحة، الهيئة قررت أن تكون الإدانة مشابهة، لإدانة المتهم الأول. ثلاثون سنة نافذة، هي المدة التي حكمت بها في القضية. حكم لم يكتف بالعقوبة الحبسية النافذة، بل أرفقته بتعويض قدره 200 ألف درهم. المتهم الثاني والذي كان في حالة فرار إلى مدينة طنجة بعد ارتكابه لجريمة. اعترف أثناء الاستماع إليه بالتهم المنسوبة إليه. بل وارتكابه لسلسلة من عمليات السرقة والتهديد بالسلاح الأبيض. صرح بخصوص جريمة مارس الماضي. » كنت أتواجد بحي الحجرة رفقة زميلي ، وبالضبط خلف دار الثقافة، آثار انتباهي وجود قاصرين رفقة أربعة فتيات، وهي اللحظة التي تولدت فيها فكرة الاعتداء على المجموعة المذكورة من طرف زميلي» . الاعتداء على الفتيات لم يكن للسرقة بل من أجل ممارسة الجنس أيضا. عند وصولهما لاذ الجميع بالفرار فيما تمكن من ايقاف الضحية ، ونظرا لخبية أملهما في تحقيق غايتهم فقد قام بتعنيفه وإسقاطه أرضا، آنذاك نهض أمين، وأمره بالانصراف إلى حال سبيله آنذاك اصطدم برفيقه الذي كان يحمل سكينا، بيده فطعنه على مستوى الصدر. أضاف المتهم أن الضحية سقط أرضا لينهض بعذ ذلك ويلوذ بالفرار متآثرا بالطعنة التي تلقاها من مرافقه. أما والد الضحية فقد أبلغ بالحادث في حوالي الثامنة مساء من نفس اليوم،وصرح أمام الشرطة القضائية « توجهت إلى مستشفى مولاى اسماعيل، حيث كنت مرافقا برجال الشرطة، وجدت أبني ممدا هو في حالة حرجة، ليتم نقله إلى مدينة بني ملال، لكن في اليوم الموالي، بلغ إلى علمي أن أمين قد لفظ أنفاسه متأثرا بجراحه». المتهم وأمام هول الجريمة، وبعد أن بلغ إلى علمه مقتل الشاب، غادر المدينة في اتجاه مدينة طنجة حيث ظل مختبئا بها إلى أن تم اعتقاله. الانتهاء من مسطرة البحث والاستماع إلى الظنين الثاني في ملف مقتل التلميذ تقرر تقديم المتهم الثاني في القضية وهو من مواليد 1978أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستيئناف ببني ملال يوم الثلاثاء24 ماي الجاري. المتهم توبع بتهمة اعتراض السبيل ليلا والتهديد والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضي إلي الموت. جريمة القتل خلفت موجة من السخط والاحتجاج ليس من طرف العائلة بل بين الأوساط التعليمية ككل.