مكن عرض أربعة أفلام مغربية، لأول مرة، في إطار الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بليبرفيل، الذي أسدل عليه الستار يوم الأحد الماضي، من فتح نافذة على المملكة والترويج لصورتها في أعماق إفريقيا. وأكد المدير العام للمعهد الغابوني للصورة والصوت، إيمونغا إيفانغا، المنظم لهذا الحدث السينمائي، الذي أصبح موعدا مهما في المشهد الثقافي الغابوني، أنه "في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة معروفة أكثر، على الاقل في الغابون، بإنتاجها الكبير للأفلام السينمائية، استمتعنا باكتشاف سينما وثائقية مغربية جد متطورة". الأفلام المغربية الأربعة التي تم عرضها خلال هذه التظاهرة إلى جانب حوالي 15 فيلما وثائقيا آخر من مختلف أنحاء العالم هي فيلم "أرضي" للمخرج نبيل عيوش، و"تنغير جيروزاليم.. أصداء الملاح" لكمال هشكار، و"أشلاء" لحكيم بلعباس، و"تاغناويتود" لرحمة بنحمو. وقال السيد إيفانغا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل اختتام المهرجان "هذه السنة استثنائية، الأعمال المغربية التي عرضها مخرجون كبار، قدمت قيمة مضافة لمهرجان الأفلام الوثائقية بليبرفيل على المستويين التقني والفني". وتطرق المدير العام للمعهد الغابوني للصورة والصوت، وهو أيضا مخرج ومنتج سينمائي، إلى مشروع اتفاق للتعاون مع المركز السينمائي المغربي من المرتقب أن يشمل الفيلم الوثائقي والأفلام السينمائية بالإضافة إلى التكوين وتبادل الخبرات والتجارب. وقال " نتطلع مع المركز السينمائي المغربي إلى إبرام شراكة تمتد عبر الزمن بهدف تشكيل شبكات مع مهرجانات أخرى وتوحيد الجهود بغية التقدم سويا". وركز في هذا الصدد على أهمية تضافر الجهود على المستوى الثقافي بشكل شمولي، مع الحفاظ على خصوصيات كل طرف بهدف تمكين إفريقيا من النهوض بنفسها في هذا المجال". وأعرب عن الأمل في أن تتجسد قريبا فكرة برمجة أسبوع الفيلم الغابوني بالمغرب والفيلم المغربي بالغابون، للإسهام في النهوض بالجوانب الثقافية وتقريب الشعبين الشقيقين. وأعرب إيفانغا عن ارتياح المنظمين الذين تمكنوا من إنجاح وتحقيق استمرارية هذا الحدث السينمائي، مبرزا الحصيلة الناجحة لهذه الدورة التاسعة التي نظمت من فاتح إلى سابع دجنبر تحت شعار "فسيفساء.. تنوع مواضيع ومصادر إنتاج الأفلام"، وهي التظاهرة التي تتجاوز الطابع التنافسي وأضحت بمثابة أرضية للقاءات والنقاش والتبادل. وأوضح إيمونغا إيفانغا أن "الطموح منذ البداية، تمثل في ضمان استمرارية هذا الحدث بهدف جعله موعدا ثقافيا مهما يحتفي بالفيلم الوثائقي إن على المستوى الوطني أو الدولي. كان هدفنا أيضا المساهمة، بطريقتنا، في شكل من أشكال التربية على الصورة بالنظر إلى النقص المسجل بالقارة الإفريقية في هذا المجال…، وخاصة بإفريقيا الفرنكفونية. وأبرز خصوصية الفيلم الوثائقي الذي يعكس وجود سينما ملتزمة جدا ويحمل نظرة دقيقة وتحليلية، ومناضلة في بعض الأحيان، بخصوص مواضيع متنوعة. وأشار إيفانغا إلى أن مهرجان الفيلم الوثائقي بليبروفيل "ليس مجرد تظاهرة بسيطة، لقد أدرجنا في البرنامج طلب مشاريع سيناريو أفلام وثائقية مكن ، منذ سنة 2008، من إنجاز ثمانية أفلام باتت تعرض في العديد من المهرجانات العالمية". وأضاف أن تنظيم مهرجانات أخرى بإفريقيا يعد "أمرا إيجابيا يصب في مصلحة الفيلم الوثائقي الذي أصبح يحظى بحيز وافر من الاهتمام ووسع نطاق انتشاره"، معتبرا أنه من الضروري نسج علاقات شراكة بين مختلف هذه المهرجانات وإرساء جسور لتبادل التجارب والخبرات. وفي ما يتعلق بمستقبل مهرجان الفيلم الوثائقي بليبروفيل، قال المدير العام للمعهد الغابوني للصورة والصوت إنه سيتم في سنة 2015 إحداث جمعية ستمكن من تعزيز نوع من الإشعاع للمعهد الغابوني للصورة والصوت والمعهد الفرنسي بالغابون، ومن ثم منح المهرجان حرية أكبر من خلال انخراط مزيد من المتدخلين (مجتمع مدني، جامعات، متطوعين). يشار إلى أن مهرجان الفيلم الوثائقي بليبروفيل تمكن من فرض نفسه عبر دوراته السابقة كأحد المواعيد الثقافية السنوية الأكثر أهمية في المشهد الثقافي الغابوني.