حل زوال أول أمس الخميس ستراوس كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي، بالمدينة الحمراء، قادما إليها من بلد الأنوار، حيث كانت برفقته زوجته أن سانكلير. مباشرة بعد حلوله بمطار المنارة، انتقل على عجل صوب مقر إقامته بالرياض الذي يملكه بحي سيدي ميمون، بفضاء ساحة جامع الفناء، حيث ينتظر أن يقضي فترة من الوقت بعيدا عن الأضواء، وذلك لتضميد جراحه من القضية التي أطاحت به من رأس صندوق النقد الدولي، والمرتبطة بالفضيحة الجنسية التي تفجرت بعد اتهامه من قبل عاملة الفندق الأمريكية «نفيساتو» باغتصابها. مصورون وإعلاميون فرنسيون وأجانب، لم يتركوا للرجل أن يأخذ نفسه من أثر الفضيحة التي لاحقته ببلد العم سام، فقدموا على عجل، في محاولة لاقتناص صور، يؤثثون بها فضاءات مؤسساتهم الإعلامية. يقظة رجال أمن المدينة، تصدت لهذه الرغبة الجامحة، حيث ضرب طوق أمني سري على المدير السابق لأكبر مؤسسة مالية في العالم، ما جعله يصل بأمان إلى مقر إقامته بعيدا عن أعين الرقباء والمتربصين. الرياض الفاخر الذي حوله ستراوس كان كمقر لاقامته بمدينة الرجالات السبعة، اقتناه منذ عقد من الزمن وبالضبط سنة 2000، وحوله إلى تحفة معمارية، تحيل فضاءاته إلى حكايات ألف ليلة وليلة. الرياض في الأصل كان يعود إلى أسرة، تمت بصلة القرابة للعائلة الملكية، ويمتد على مساحة 1270 مترا مربعا، دفع مقابله مبلغ 500 ألف أورو. تتحدث بعض المصادر العارفة، بأن مجلة الممثل الأمريكي، كلينت إستوود، قد لعبت دور الوساطة في حصول ستراوس على هذه المعلمة العمرانية، حين عملت سنة 1997 على اقتنائه من شخصية يهودية مغربية مرموقة، قبل أن تفوته لستراوس كان. الرياض يقع بحي سيدي ميمون أحد أعرق الأحياء المراكشية،على مرمى حجر من الإقامة الملكية، يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 579 م، على عهد السلطان يوسف بن عبد المومن، حيث جعله مأوى لقبائل الهسكوريين والصنهاجيين، فيما يعود تاريخ بناء الرياض بشكله الحالي إلى سنة 1944، حيث عمل ورثة أميرة علوية على بيعه للشخصية اليهودية، قبل أن تؤول ملكيته لنجلة الممثل اامريكي المذكور، ومنها إلى المدير السابق لصندوق النقد الدولي ستراوس كان. إسماعيل احريملة