بعد أخذ ورد، وكما كان متوفعا، أقدمت إدارة مهرجان دمشق السينمائي الدولي على إلغاء فعاليات الدورة التاسعة عشر المقررة لهذا العام بين العشرين والسابع والعشرين من شهر نونبر القادم. إلغاء المهرجان يأتي نظرا للأوضاع المأساوية التي تعيشها سوريا جراء القمع اليومي للمتظاهرين من قبل نظام الحزب البعثي بقيادة بشار الأسد وشبيحته. خبر تأجيل مهرجان دمشق جاء متأخرا. على الرغم من أن جميع المؤشرات كانت تدل على أن الدورة لن تنعقد. وقد تريثت إدارة المهرجان لتعلن في الأخير وعلى مضض أن الدورة ألغيت إلى أجل غير مسمى. وأذكى هذا الإلغاء إقدام العديد من الفنانين خاصة المصريين على تأكيد مقاطعتهم لدورة دمشق وعدم إيفاد بعثة مصرية بفعل ما يعتمل يوميا من قمع وتقتيل للشعب السوري الذي ظل ومازال ينزل للشوارع في مختلف محافظات ومدن سوريا مطالبا بتغيير النظام وبمزيد من الحرية والديمقراطية. من جانبه، أوضح حسن النفالي عن الائتلاف المغربي للثقافة والفنون ورئيس ممثلي الفنون، أن الدعوة لم توجه للفنانين المغاربة للمشاركة في هذه التظاهرة، وأضاف النفالي أنه وفي حال توصل الفنانون المغاربة بدعوة للمشاركة، فإن الرد كان سيكون بالسلب. و أبرز النفالي على أن من أهم الأسباب التي كانت ستدفع المغاربة لرفض دعوة الحضور إلى مهرجان دمشق، هو أن التظاهرة الفنية تنظم من قبل الحكومة السورية وهي التي تشرف على تفاصيله، واعتبارا لما يلقاه الشعب السوري من نظام بشار، فإن موقف الفنانين المغاربة، يوضح النفالي، كان سيكون هو المقاطعة والإحجام عن الذهاب إلى دمشق كتعبير عن تضامن الفنانين المغاربة مع الشعب السوري لما يتعرض له يوميا من تنكيل وتقتيل. وأكد النفالي في المقابل على أن الفنانين المغاربة كانوا سيلبون الدعوة للحضور لو كانت التظاهرة منظمة من قبل هيئات المجتمع المدني السوري والتي ستعتبر الفرصة مناسبة لتأكيد موقفها مما يدور من أحداث داخل سوريا. وختم النفالي على أن هذا الموقف سيكون أضعف إيمان التضامن والمؤازرة للفنانين والمثقفين السوريين،من قبل نظرائهم المغاربة، الذين يعانون يوميا من ويلات النظام القائم في الشقيقة سوريا.