جيران القصر الملكي بأكادير يعيشون أحلك أيامهم، فالحواجز أحاطت بالمداخل الخمسة المؤدية إلى حي أغروض حيث يقطنون، لا تدخل السيارات إلا بعد خضوعها للتفتيش، والنساء يقضين ليال بيضاء بدون نوم مخافة أن تهاجم القوات العمومية والسلطات الأبنية التي شيدوها مؤخرا بالمنطقة. فبسب حالة الاحتقان المسيطرة على المكان لم يتمالك الحسين نفسه وهو يتحدث عن الوضع، يصرخ ملء فيه والزبد يتطاير من بين شفتيه « واش حنا في غزة، أو في المغرب؟». يقطن هذا المواطن بحي أغروض المجاور للقصر للقصر الملكي مند الثمانينيات، وجد فجأة مند أول أمس الحي مطوقا من مداخله الخمسة، ورجال أمن والقوات المساعدة بزيهم الرسمي،يقفون خلف الحواجز الموضوعة عبر المعابر، يفتشون كل سيارة تدخل الحي، حتى لا تكون محملة بالممنوعات، وقد شرعت السلطة المحلية بعد ظهر أمس في وضع علامات كتب عليها « ممنوع دخول الكاميو» إلى أغروض. فالممنوع عن هذا الحي هي مواد البناء، من إسمنت ورمال، وحجارة وقضبان حديدية. فالبناء غير المرخص بدأ مند حوالي 10 أيام يزحف فوق هذه المنطقة التي يعتبرها المسؤولون حساسة لقربها من القصر. غير أن الحسين يقول ردا على هذا التبرير «حاشا أن يكون القصر الملكي متضايقا من أن يقطن البسطاء بمحيطه»، ويؤكد أحمد أوقادي الكاتب العام لجمعية الأمل بكون أقرب حي للقصر يبعد بحوالي كيلومترين. شيد السكان في ظرف قياسي 34 حوشا، ووضعوا الأساس لحوالي مائة بيت آخر قبيل أن تنتبه السلطة المحلية للمشكل، والحل الوحيد الذي اتخذته هو نشر الحواجز عبر المداخل الخمسة لحي أغروض، وتكليف رجال من الأمن والقوات المساعدة بضرب الحراسة على دخول مواد البناء ليل نهار، وتفتيش كل سيارة تدخل الحي. إجراء أغضب المواطن محمد رضواني الذي شرع في بناء بيته بعدما انتظر منذ 1993 الترخيص له بالبناء، مدة قضاها كلها «لاجئا» بدور الكراء. بالمقابل عقد والي الجهة بحضور نائب رئيس البلدية، وممثلين عن الوكالة الحضرية والوكالة المستقلة للماء والكهرباء حوارا مع ممثلي الساكنة يوم الإثنين الماضي، خلاله تعهد المسؤول الأول بتحديد سقف 15 يوما للشروع في حل مشاكل التعمير بهذا الحي. وبموجب هذا الحوار تعهد الوالي بتسوية طلبات الترخيص بالبناء لفائدة 12 ملفا، ظلت تنتظر التسوية منذ سنة 2006 بعدما حولتها البلدية إلى الوكالة الحضرية، واعتبر الوالي أن هذه الدفعة الأولى ستتلوها ملفات أخرى من أجل التسوية العامة لكل ملف يستوفي شروط البناء، ويحترم قوانين التعمير. إدريس النجار/محمد بوطعام