تحتضن مدينة فاس ابتداء من يوم غد الخميس، المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) حول موضوع "آفاق خدمة السيرة النبوية". ويروم هذا المؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام بشراكة وتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، تسريع إخراج السيرة النبوية الصحيحة الشاملة مع تنسيق الجهود لخدمة هذه السيرة وترشيد البحث فيها. وحسب ورقة تقديمية للمنظمين، فإن المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية، الذي سيحضره باحثون ومختصون في السيرة النبوية بالإضافة إلى نخبة من العلماء والأساتذة الجامعيين والأكاديميين والباحثين من المغرب والخارج، يستهدف بالخصوص إحلال روح الهدي النبوي في أوصال الأمة الإسلامية بكل ألوان التقريب والتيسير من خلال فقه صحيح لمنهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبطن أثر النبوة غير مجزأ ولا مبعض ولا يستخرج فقها صحيحا إلا من نص صحيح مطمأن إليه. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الدولي، الذي ينظم بتعاون مع مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة ومركز السيرة النبوية للدراسات والبحوث بإسطنبول، أربعة محاور تبحث العديد من القضايا التي لها علاقة وثيقة بالسيرة النبوية وهي "أفق خدمة مصادر السيرة" و"أفق خدمة متن السيرة" و"أفق خدمة فقه السيرة" و"أفق خدمة التيسير والتقريب للسيرة". ومن بين العروض والمداخلات التي سيقدمها المشاركون في هذا المؤتمر "الاعتماد على القرآن الكريم مصدرا للسيرة" و"الاعتماد على كتب الحديث مصدرا للسيرة" و"تطبيق منهج أهل الحديث على كتب السيرة والتاريخ" إلى جانب قضايا من قبيل جمع نصوص السيرة النبوية وترتيب حوادثها وتركيبها تركيبا صحيحا شاملا وفقه التربية وفقه الاجتماع والسياسة وفقه الإصلاح وغيرها. وكان المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية، الذي شارك فيه العديد من العلماء والباحثين والمختصين في السيرة النبوية، قد بحث مختلف التصورات الكفيلة بتجميع وضبط خلاصة ما كتب عن الرسول الكريم ووضعه بين أيدي أجيال الغد باعتباره المدخل لإنجاز مشروع السيرة النبوية، الذي يجب على الباحثين الصادقين من أبناء هذه الأمة أن ينهضوا لإنجازه. وناقش المؤتمر العديد من القضايا التي لها ارتباط بالسيرة النبوية بدءا بالجهود التي بذلت لتدوين هذه السيرة من طرف المؤرخين وأصحاب الطبقات والمحدثين مرورا بالمناهج التي اعتمدت لشرح وتيسير وتنظيم السيرة النبوية وصولا إلى ما قام به المؤرخون والباحثون لتقريب مضامين السيرة النبوية. يشار إلى أن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) التي تأسست سنة 2007 بفاس تعمل بالخصوص على تشجيع البحث العلمي وخلق آليات التعاون والتنسيق بين الباحثين من مختلف التخصصات لتبادل المعارف العلمية والثقافية.