صمت رهيب يلف الجزائر العاصمة وبقية المدن فيها. صمت تحيطه الرئاسة الجزائرية بأكبر قدر ممكن من التهويل ربما لأنها لاتجد شيئا تقوله للشعب الجزائري اليوم. سبب الصمت ومحوره السؤال الذي يرن بكل قوة في أذهان كل جزائرية وكل جزائري: بوتفليقة؟ هل عاد حيا أم عاد بشكل آخر من غرونوبل الفرنسية؟ الرئيس حجز لنفسه أو حجز له مساعدوه طابقابأكمله في المستشفى الفرنسي لكنه غادره على وجه الاستعجال (ليليتين فقط) من خلال موكب التقطت صوره عدسات الكاميرات الفرنسية تكون من حوالي إثني عشر سيارة رافقت بوتفليقة (أو رافقت جثمان بوتفليقة حسب بعض الروايات المتطرفة في التشاؤم) لكي يعود إلى بلاده ومن ثمة يبدأ التحضير لمرحلة خلافته في الجزائر لا جواب. الرئيس عاد وهو في حالة صحية مستقرة. "ليس بخير وليس بسوء، هو مثلما ظهر آخر مرة على التلفزيون – يقول ديبلوماسي عربي في الجزائر – كل المعلومات التي لدينا تقول إن بوتفليقة في وضع صحي لاينبئ بخير، لكن هل توفي حقا أم أنه يحتضر فقط؟ لا جواب لدي" يقول الديبلوماسي العربي في كل الحالات الساعات القليلة المقبلة قد تحمل الجواب إما عبارة عن صورة جديدة للرئيس في التلفزيون لا يعرف أحد متى صورت ولا كيف تم توضيبها ولا متى أتى الأمر بإذاعته وبثها من أجل طمأنة الجزائريين على فراغ رأس السلطة في بلدهم، أو بالمقابل آيات بينات من الذكر الحكيم، وإعلان حداد رسمي، ونعي رسمي لرجل شغل البلد بمرضه أكثر مما شغله بصحته رغم أن الجميع يعرف بأنه ليس هو من يحكم، بل الجنرالات.