عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم السبت إلى بلاده بعد يومين قضاهما في مصحة خاصة بمدينة غرونوبل شرقي فرنسا حيث خضع لفحوصات طبية وسط تعتيم رسمي في الجزائروفرنسا على دواعي رحلته العلاجية. وغادر بوتفليقة (77 عاما) -الذي يتعافى من جلطة في الدماغ تعرض لها العام الماضي- عيادة "ألمبيرت" في سيارة إسعاف ضمن موكب نحو مطار المدينة في ظل إجراءات أمنية مشددة. وفي المطار, استقل الرئيس الجزائري طائرة الرئاسة الجزائرية قبيل الساعة الثالثة ظهرا بتوقيت فرنسا. ولم تكشف إدارة العيادة عن سبب قدوم الرئيس الجزائري يوم الخميس. بيد أن صحيفة "لو دوفين ليبري" التي تصدر في غرونوبل أفادت بأنه أُدخل إلى قسم الشرايين والقلب. وتم حجز جناح خاص في المصحة للرئيس الجزائري لدواع أمنية. من جهتها لم تعلق السلطات الجزائرية على رحلة بوتفليقة إلى فرنسا, واكتفى التلفزيون الجزائري مساء الجمعة بقراءة برقية تهنئة أرسلها بوتفليقة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لإعلان دولة فلسطين في العاصمة الجزائرية. ويعمل في المصحة التي دخلها بوتفليقة يوم الخميس أخصائي في القلب كان يعمل في مستشفى "فال دو غراس" العسكري بباريس حيث خضع بوتفليقة للعلاج العام الماضي إثر إصابته بجلطة دماغية. وتعرض بوتفليقة للجلطة نهاية أبريل/نيسان من العام الماضي, ووصفتها السلطات بدءا بالعابرة, بيد أنها أبعدته لمدة أشهر عن الاجتماعات الرسمية, بما فيها اجتماعات مجلس الوزراء. وفي انتخابات الرئاسة الأخيرة التي أجريت في أبريل/نيسان الماضي, والتي حقق فيها فوزا كبيرا على أقرب منافسيه -رئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس- ظهر بوتفليقة على كرسي متحرك. وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ظهر الرئيس الجزائري في احتفال رسمي بذكرى الثورة وهو يضع إكليلا من الزهور في "مربع الشهداء" بالعاصمة الجزائرية. وظهر بوتفليقة في هذه المناسبة مجددا على كرسي متحرك وهو يستعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري. وبث التلفزيون الرسمي الجزائري صورا له في هذا الاحتفال وهو يترحم على ضحايا حرب التحرير, ثم قبّل العلم, وحيا المسؤولين الكبار في الدولة. واستقبل بوتفليقة الأربعاء الماضي وزير خارجية فنزويلا رافائيل راميريز, وكان استقبل الاثنين الماضي وزيري الخارجية والاقتصاد الفرنسيين, لوران فابيوس وإيمانويل ماكرون, اللذين زارا الجزائر لتدشين مصنع لشركة "رينو" الفرنسية لصنع السيارات.