الجزائر تستعد لمرحلة ما بعد بوتفليقة يترقب الجزائريون ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت، أمام الصمت المطبق عن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وما واكبه من تطورات، خصوصا بعد منع صحيفتين من الصدور أول أمس الأحد تناولتا الوضع الصحي المحرج لرئيس الجمهورية. وبعد ثلاثة أسابيع عن نقله على وجه الاستعجال إلى فرنسا للعلاج، إثر إصابته بجلطة دماغية ودخوله مستشفى فال دو غراس الباريسي، لازالت الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفلقية، غير مستقرة. وتضاربت الآراء بين من يقول إنه عاد إلى الجزائر بعد مغادرته المستشفى الباريسي وقضائه فترة نقاهة، وبين من يقول إنه لازال يخضع للعلاج بالعاصمة الفرنسية. وقررت السلطات الجزائرية حجز عدد الأحد من صحيفتي «مون جورنال» و»جريدتي» ومنعهما من الصدور، وطلبت من ناشر الجريدتين، إحداهما ناطقة بالفرنسية والثانية بالعربية، سحبهما من المطبعة، لأنهما تضمنتا ملفا عن الحالة الصحية للرئيس الجزائري. ونشرت معظم الصحف الجزائرية خبر حجز الصحيفتين ومنعهما من الصدور بقرار من وزارة الاتصال الجزائرية. ونقلت عن مدير نشر الصحيفتين، هشام عبود، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الجزائرية قوله، إن وزارة الاتصال الجزائرية طلبت حذف ملف من صفحتين حول تدهور الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، وبعد رفضه الخضوع للرقابة أمرت المطبعة (التابعة للدولة) بعدم طباعة الصحيفتين، مضيفا أن الملف الذي نشرته جريدتاه يضم خبر مغادرة بوتفليقة لمستشفى «فال دوغراس» فجر الأربعاء وعودته إلى الجزائر في غيبوبة عميقة، استنادا إلى عدة مصادر. وعن قرار المنع يقول هشام عبود، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إنه كان بإمكان السلطات نشر بيان يكذب فيه طبيب الرئيس الخاص الخبر المنشور في الجريديتين أو نشر صور للرئيس. وأضاف «كان يمكن لهذا التكذيب أن يغلق الباب أمام أي جدل، أما قرار المنع فما هو سوى نتيجة استراتيجية الاتصال السيئة لرئاسة الجمهورية حول صحة الرئيس بوتفليقة. ويتطلع الجزائريون بشغف كبير لمعرفة الحالة الصحية لرئيسهم أمام التكتم الشديد حول الموضوع، وينتظرون أي بلاغ رسمي لتبديد الهواجس التي استبدت بهم منذ إعلان نقله للعلاج إثر جلطة عارضة. هذا في الوقت الذي تناقلت فيه العديد من المصادر أن إجراءات نقل السلطة جارية على قدم وساق لإعلان خلف للرئيس المريض، خصوصا وأن تقارير إعلامية تذهب إلى أن بوتفليقة إن لم يكن قد مات سريريا، كما ذهبت إلى ذلك الصحيفتان الممنوعتان، فإن حالته الصحية، لا تؤهله لاستئناف مهامه وعودته إلى سدة الحكم. وكالة رويترز نقلت أنه لم يتسرب شيء عن الحالة الصحية للرئيس الجزائري، منذ نحو أسبوع، حين أكد التلفزيون الرسمي أن بوتفليقة يتعافى تدريجيا من الجلطة التي أصيب بها، مضيفة أن العديد من الجزائريين لا يثقون في هذا الكلام ويعتقدون أنه في حالة جد حرجة، ما دام لم يظهر في العلن منذ مدة طويلة، وغاب عن حضور مباراة كأس الجزائر لكرة القدم لأول مرة. وتؤكد وكالة رويترز أنه بعد ثلاثة أسابيع على نقله إلى فرنسا للعلاج، بدأت الجزائر استعدادتها لمرحلة ما بعد بوتفليقة، من خلال ترشيحات لم يحسم فيها لتحديد الخلف. وترجح ذات الوكالة أن يكون الرئيس المقبل من خارج الحرس القديم الذي قاد الثورة ضد الفرنسيين. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد نقل قبل نحو ثلاثة أسابيع إلى فرنسا «إثر إصابته بجلطة عابرة»، حسب مصادر رسمية جزائرية. وبالرغم من التطمينات الرسمية، لازالت هناك شكوك حول الحالة الصحية للرئيس الجزائري، حيث تناقلت العديد من وسائل الإعلام أخبارا عن إصابته بشلل نصفي وتوقف بعض وظائفه الحركية. وذهبت معظم المنابر الإعلامية الجزائرية ووكالات الأنباء الدولية إلى التأكيد أنه من الصعب عليه الاستمرار في حكم البلاد.