خلال الأيام الثلاثة الماضية، طغت الانتظارات على الشارع الفرنسي. انتظارات متباينة، بنسب مختلفة حسب أحد الاستطلاعات الحديثة. حديث عن معرفة ما وقع للرجل في نيويوك. وآخر عن إعلانه الاعتزال. بينما ثلة أخرى تريد منه أن يشخص الأزمة المالية والاقتصادية، التي تعصف بالأسواق العالمية. وبين هذه وتلك تغلي الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية باحتمالات ما سيقوله صاحب “فضيحة سوفيتيل”، “دومينيك ستروس كان”. ففي غضون أيام فقط، تقلصت نسبة الفرنسيين الراغبين في تقاعد “دومينينك ستروس كان” من العمل السياسي. إذ عبر 53 في المائة، في استطلاع للرأي، عن رغبتهم في أن يعلن “كان” عن اعتزاله الحياة السياسية. تأتي هذه النسبة في الوقت الذي ينتظر فيه ثلث الفرنسيين أن يحل “كان” ضيفا على قناة TF1، ليشرح ما جرى يوم 14 ماي في فندق نيويوركي. كما يكشف استطلاع الرأي المذكور أن النسبة الواردة أعلاه موزعة بين 42 في المائة من المتعاطفين اليساريين، و59 في المائة من اليمينيين. ومن بين الانتظارات، التي قد تكون موضوع تدخله خلال الحوار التلفزي، الذي كان من المتوقع أن تبثه القناة المذكورة مساء أمس، تشخيصه الأزمة المالية والاقتصادية وحلوله، حيث يحتل هذا الموضوع قائمة الانتظارات بنسبة 64 في المائة. بينما يأمل 48 في المائة من الفرنسيين أن يشرح “كان” الدور، الذي سيلعبه خلال حملة الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، لا يود إلا ما يزيد عن ثلث الفرنسيين المستجوبين (35 في المائة) أن تتمحور إجاباته حول ما حدث بالفعل في الجناح 2806 فندق “سوفيتيل” بنيويورك يوم 14 ماي الماضي. منهم 37 في المائة من المتعاطفين اليساريين، والبقية (33 في المائة) من اليمينيين المستجوبين في الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة “إيفوب” على عينة من الفرنسيين تتكون من 956 شخص تتجاوز أعمارهم 18 سنة، خلال يومي 15 و16 شتنبر الجاري. وفي تعقيب على هذه النسب، يعلق “فريدريك دابي”، مدير “إيفوب” قائلا: “يقوم الفرنسيون بقراءة سياسية لقضية دومينيك ستروس كان. ولم يعودوا يهتمون بأخبار الحوادث. فهم يشعرون أنهم سمعوا الكثير منها”. وعلى الواجهة التلفزيونية، كان من المنتظر أن يتوجه الرجل، بعد مرور أزيد من أربعة أشهر عن اعتقاله بسبب اتهامات باعتداءات جنسي، إلى جمهور المشاهدين لأول مرّة بالإجابة عن أسئلة الصحافي “كلير شزال”، خلال نشرة الأخبار على الساعة الثامنة من مساء البارحة. فالرئيس السابق لصندوق النقد الدولي واجهته، إلى حدود أمس، انتظارات كبرى، كان عليه أن يجيب عليها في أول حوار تلفزي بعد إطلاق سراحه. من أهمها: ماذا حدث بالضبط، خاصة أن الرجل لم يقدم أبدا روايته الخاصة للأحداث، بما في ذلك أمام العدالة الأمريكية. ورغم أن المحكمة تخلت عن العقوبات الجنائية في حق “كان” يوم 23 غشت الماضي، بعد أن أعلن القاضي، بعد ثلاثة أشهر من التحقيق، أن “نفيساتو ديالو” ليست بالشاهد الموثوق، إلا أن المحاكمة لا زالت جارية. بينما لا يبدو أن محامي الشابة الغينية سيتخلون عن القضية. ولم يفتهم كذلك أن يكشفوا علاقة القرب التي تجمع بين “كلير شزال”، و”آن سانكلير”، زوجة “دومينيك ستروس كان”.