طفل يحبو ويلعب وفي غفلة من الأم تمتد يده إلى قارورة جافيل، أو مسحوق تنظيف. يعلو الصراخ. ترتعب الأم. ويهرع بالطفل إلى المستشفى. إنه التسمم بمواد التنظيف. حالة تتكرر في العديد من البيوت المغربية. جافيل والما القاطع، وأنواع مختلفة من مساحيق ومحاليل التنظيف التي تعودت ربات البيوت على وجودها برفوف المطبخ، هي خطر محدق بالأسرة في حال سوء استخدامها. فهذه المواد الكيماوية التي تنوعت وتطورت لتقضي على أعتى البقع ومشاكل التنظيف قد تقضي أيضا على حياتك أو على الأقل تتسبب لك بآلام أو حروق. هذه الحقيقة تؤكدها الأرقام والإحصاءات التي نشرها المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية في آخر نشراته الدورية. فمن خلال دراسة أجراها المركز وامتدت من سنة 1980 إلى حدود 2008 توصل المركز ب5826 تصريح بحالات تسمم بواسطة مواد التنظيف المنزلي. وهو ما يشكل 8,5 ٪ من حالات التسمم عامة في تلك الفترة. جافيل الذي تعشقه المغربيات كمنظف لكل شيء يأتى على رأس قائمة المواد المسببة للتسمم ب65 ٪ من الحالات متبوعا بمواد تصريف القنوات الصحية والذي كان السبب في 54 حالة وفاة. وفي مثل هذا النوع من التسممات يكون البيت هو المكان الذي تحدث به معظم هذه الحوادث بنسبة 97 ٪. أما المعرضون أكثر لحوادث التسمم بمواد التنظيف فهم الأطفال أقل من خمس سنوات والبالغون، حيث يقود الفضول الأطفال لاكتشاف كل ما يحيط بهم بينما تكون الحوادث العرضية وسوء الاستعمال سبب إصابة الكبار خاصة النساء بهذه التسممات. التهابات الجهاز الهضمي وتضرر الجهاز التنفسي والتهابات جلدية واضطرابات في الرؤية كلها أعراض ترافق التسمم بمواد التنظيف. أما مواجهتها فيفضل أن تكون بتوجيه من الطبيب مع الحرص على تجنب سلوكات غير صحية مثل التقيء غير الطوعي وشرب الحليب. ما كيف تكون الوقاية؟ أخطار مواد التنظيف حقيقية وموجودة لكن تجنبها ممكن أولا عبر تنحيتها من متناول الأطفال وعدم خلط مجموعة من المنتوجات مع بعضها وقراءة الملصقات الإرشادية بعناية...حتى لا تتحول النظافة إلى كارثة