على غرار الدورات السابقة، لم تخرج الدورة السابعة من منتدى الكفاءات المغربية بأمريكا الشمالية "مهن في المغرب" (كاريرز إن موروكو)، التي انعقدت يوم السبت بدار المغرب بمدينة مونريال بكندا، عن القاعدة، إذ حج المئات من الخريجين والأطر وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بكندا إلى هذه الأرضية من أجل الالتقاء مع المهنيين المغاربة والحديث عن فرص التشغيل والاستثمار في المقاولات بالمملكة. كالعادة، شارك العديد من ممثلي الشركات المغربية الرائدة في هذا الموعد، الذي أصبح على مر السنوات، مرحلة أساسية للمقاولات الراغبة في الحصول على "الكفاءات النادرة" من بين الأطر المغربية المقيمة بالخارج، والتي تتوفر على مهن دقيقة وعالية التكوين، والراغبة في مواصلة مسيرتها المهنية بالوطن الأم بين الأهل والأحباب. وللقيام بذلك، يشرع ممثلو هذه الشركات في عملية إغراء شاملة للأطر المغربية المهاجرة تنطلق بتقديم سلة متنوعة من العروض والخيارات في مختلف القطاعات الممثلة في هذا المنتدى، الذي أصبح خزانا للموارد البشرية العالية التكوين، بهدف المساهمة بمعارفهم ومهاراتهم في مسلسل التنمية الذي يشهده المغرب. وأعرب العديد من الخريجين الشباب الذين تابعوا دراساتهم العليا في المعاهد والجامعات، الذين استقت وكالة المغرب العربي للأنباء آراءهم، عن سعادتهم للحضور إلى هذا اللقاء الذي أصبح مصعدا حقيقيا للشباب الطامح إلى اغتنام فرص جديدة للتشغيل والانطلاق في مسار مهني بالشركات المغربية والمتعددة الجنسيات ببلدهم الأصلي. كما عبروا عن اهتمامهم الشديد بهذا النوع من الأحداث التي تمكن من ربط اتصال مباشر مع المسؤولين عن التوظيف بالشركات المغربية، معربين عن أملهم في الظفر ب "ضربة حظ" والحصول على عقد وظيفة "مغرية" من شأنها إغناء مسارهم المهني وخبرتهم المهنية والمساهمة، على غرار نظرائهم ببقية بلدان الاستقبال، في مسار التنمية على مختلف الأصعدة والدينامية التي تشهدها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهتهم، أسر بعض ممثلي الشركات في تصريحات مماثلة إلى أن هذه التظاهرة تشكل "فرصة" سواء بالنسبة للشركات أو الكفاءات ما دام أن الجانبين يلتقيان في مكان ويوم واحدين من أجل ربط العلاقات، خاصة وأن المرشحين يجرون لقاءات عمل سريعة ويتعين أن يتركوا صدا طيبا لدى المشغلين، الذين عليهم بدرهم أن يقدموا مزايا الشركات التي يمثلونها وكذا الكفاءات التي يبحثون عنها. كما أشاروا إلى درجة ارتباط الخريجين بوطنهم الأم في أفق مساهمتهم في بناء مغرب القرن الواحد والعشرين، مضيفين أن الشباب المهاجر، الذي يتوفر على مهارة وخبرة عز نظيرها، تجعله يشكل قيمة مضافة وقدرة خلاقة بالنسبة للمقاولات الراغبة في تشغيله. وتميزت الدورة السابعة من منتدى "مهن في المغرب" بمونريال بمشاركة العديد من الشركات والمؤسسات الرائدة في المغرب، من قبيل القرض الفلاحي، ومجموعة (ليديك)، وشركة (جاكوبس إنجينيرين). وأصبح المنتدى ملقى هاما من أجل مد جسور التواصل بين عالم الاقتصاد بالمملكة والكفاءات المغربية بأمريكا الشمالية عامة، وبكندا على وجه الخصوص، إذ تميز هذا اللقاء بتقديم عروض من طرف حاملي المشاريع، وشملت قطاعات متعددة، وكذا عروض بعض الشركات والهيئات المغربية المشاركة. وإجمالا، عرف هذا المنتدى كيف يفرض نفسه كموعد يسعى إلى الاستجابة إلى انتظارات الآلاف من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج الراغبة في الاطلاع على سوق الشغل وعالم الاستثمار بالمملكة، وكذا انتظارات الشركات وأرباب الشغل المغاربة الباحثين عن بعض الكفاءات الدقيقة والعالية التكوين، والراغبة في إضفاء قيمة مضافة على أنشطتها، في عالم أصبح أكثر تنافسية وعولمة.