"مازلت أبحث عن المزيد من الموارد المالي لتصوير "حياة" في أحسن الظروف" في هذا الحوار يتطرق المخرج الشاب رؤوف الصباحي, مخرج فيلم "الفردي" الذي عرض على هامش بانوراما الفيلم المغربي لمهرجان زاكورة للفيلم عبر الصحراء, عن مشاريعه السينمائية الجديدة من خلال فيلم "حياة" الذي سيخرجه عن سيناريو لمحمد عهد بنسودة ومحمد منصف, وكذا حالة "العطالة" المدفوعة الأجر التي يعيشها هو ومخرجون آخرون داخل القناة الأولى. كيف دخلت عالم السينما؟ ياله من سؤال؟ " ضاحكا ومتفاجئا من نوعية السؤال" كنت محظوظا في النشأة داخل بيت جدي عبد الرحمان العولة رحمه الله, كان فيها والدي كثيري السفر بحكم طبيعة عملهما كانا صحفيين ويسافران كثيرا, وكان جدي يصطحبني معه للسينما منذ سن الرابعة لمشاهدة أفلام من قبيل "توتسي" الذي كان معروضا آنذاك, وكانت السينما الموضوع الأكثر تداولا في البيت على لسان جدي, قبل أن أكتشف سنوات قبل ذلك عالم السينما من خلال داستين هوفمان وآخرين, وحلمت آنذاك بأن أصبح ممثلا, قبل أن أصل إلى مرحلة الباكالوريا, لأتعرف على عالم الإخراج وأصبح شغوفا به, وليصبح الإخراج أو سرد القصص, كما أعتبره موضوع تكوين أكاديمي, وشغفي الخاص. خلال مهرجان زاكورة للفيلم شاهد المتتبعون "الفردي" كيف تفسر هذا المرور من الفيلم التلفزي إلى الفيلم الطويل؟ هو ليس مرورا, بل قدمنا للمركز السينمائي رخصة فيلم طويل بشروط مهنية متعارف عليها, ولكن بميزانية فيلم تلفزي ناهزت المليون درهم, فيما كان الميزانية المرصودة بادئ الأمر أزيد من ثلاثة ملايين درهم, منها مليوني درهم وعدتنا بها شركة للإنتاج, قبل أن تنسحب من التمويل بسبب صعوبات مالية, ليتبقى أمامنا إنجاز الشريط بمليون درهم المتوفرة, وذلك باقتراح مني, إذن فالأمر لا علاقة له بمرور من التلفزي إلى الطويل بقدر ما يتعلق الأمر بإمكانيات محدودة, ولا تهمني التصنيفات بقدر ما يهمني أنني أخرجت شريطي الطويل الأول في سن ال 26, ومازالت أطمح إلى الأحسن في المستقبل, وأعتبر "الفردي" فيلم صغير و جيد كبداية. لاحظنا أنك عالجت سيناريو نص الفردي , أين تجلت هذه المعالجة؟ غيرت من النهاية, وحاولت تقريبها من الواقع, وإبعاد المؤامرة من الحبكة, بحيث ما فكرت فيه الشخصية "بوب" من تدبير سرقة المسدس, كان دون إيعاز من أحد, ولا يتم اكتشاف المؤامرة إلا في آخر الفيلم, لتتضح العلاقة الغامضة بين "إيمان" و"بوب" في مسألة تدبير سرقة المسدس الحدث المحوري في الشريط, لإعطاء لمسة من التشويق و منطق للقصة, ومصداقية أكثر لل"الفردي". كمخرج شاب كيف تنظر إلى موجة المخرجين الشباب التي تحفل بهم السينما المغربية, وكيف ترى مستقبل السينما المغربية؟ شخصيا أنظر إلى المستقبل بعين متفائلة, نحن جيل جديد للمخرجين الشباب لنا تصورنا الخاص, أثبتنا وجودنا, ومازلنا نبحث عن أشياء جديدة, ولسنا كبديل لجيل الرواد بقدر ما نحن تتمة كرونولوجية لهم, دون أي نوع من صراع الأجيال, بل بفضلهم وجدنا أرضية للانطلاق وإطلاق العنان لمواهبنا. ماهي مشاريع رؤوف الصباحي المستقبلية؟ فيما يخص السينما ولله الحمد حصلت على أزيد من ثلاثة ملايين درهم كدعم من المركز السينمائي المغربي لانجاز فيلم "حياة", ومازلت أبحث عن المزيد من الموارد المالي لتصوير "حياة" في أحسن الظروف الممكنة. وفيما يخص عملي كمخرج في القناة الأولى, لا أعرف شخصيا ما الذي يحدث ربما لم تعد القناة في حاجة لنا, لأننا لم نعد نفعل شيئا ونتقاضى أجورنا دون أي عمل, لم أعد أعرف مالذي يحدث ونحن في حالة عطالة غير مبررة, لا تهمني الأسباب بقدر ما يهمني أن أتقاضى راتبي عن العمل في مجال السينما. لاحظنا في الفيلم استخدام موسيقى تصويرية شبابية "فوزيون, روك…." هل يعكس ذلك ذوقك الشخصي؟ بالفعل, هنالك مجموعة من الأنماط الموسيقية التي تلهمني, اخترتها كموسيقى تصويرية في الفيلم, ولكن دون فرض نوع من الوصاية على المتلقي ولكنها موسيقى قريبة من ذوقي, وناسبت قصة الفيلم والفضل يرجع إلى الموسيقار فتاح النكادي. حاوره: أنس بن الضيف. موفد أحداث.أنفو إلى زاكورة