اعتبر نعيم خصاونة نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي لجماعة الإخوان في الأردن "أنه لا خيار أمام الكثيرين من المعتدلين الرافضين للتدخل الأميركي والحرب الدولية على الإسلام إلا تأييد الدولة الإسلامية في العراق والشام". وقال خصاونة إن: "الظرف الدولي الذي يمارس اليوم على الإسلام مقابل التهاون الكبير عما تقوم به مليشيات في العراق وحزب الله في لبنان وتسهيل سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية أنتج تعاطفا مع ‘داعش'". ويرى متابعون أن تصريحات القيادي الإخواني تعكس حقيقة موقف جماعة الأردن من تنظيم الدولة الإسلامية، وهي دعوة غير مباشرة للشباب الأردني إلى الانضمام والانخراط في هذا التنظيم المتطرف "نكاية بالتحالف"، على حد وصف خصاونة. وقد سبقت تصريحات نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، إقدام قيادي آخر في الحزب، وهو ظاهر المقدادي، على التحريض على الحكومة الأردنية، وعلى مشاركة المملكة في الحرب الدولية على "داعش"، وذلك على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ما أدى إلى اعتقاله، ليل الإثنين، ليطلق سراحه، ليل الأربعاء. وتلتزم جماعة الإخوان المسلمين الأردنية الصمت إزاء موقفها من الحرب الدولية على "داعش"، حيث لم يصدر أي بيان رسمي عنها في هذا الشأن، كما أن هناك تجاهلا من قبل قياداتها في الشورى أو المكتب التنفيذي لهذا الموضوع. ويرى خبراء بالجماعات الإسلامية أن الوضع الدقيق الذي تمر به جماعة الإخوان إقليميا وحتى محليا يدفعها إلى تبني هذا الخيار، مع ترك عهدة إبلاغ موقفها من التطورات الجارية في المنطقة وخاصة في ما يتعلق بالحرب على "داعش" إلى حزب جبهة العمل الإسلامي جناحها السياسي. يذكر أن الحزب الإخواني، ومنذ بداية الحديث عن تحالف دولي لمواجهة "داعش" وقرع طبول الحرب عليه، عمد إلى تكثيف ندواته للتحذير من هذه الحرب، ونشر بيانات لحض الأردن على عدم المشاركة فيها تحت راية "أن الحرب على ‘داعش' ليست حربنا". موقف جماعة الإخوان من الحرب على "داعش" وإن كان يثير استغراب البعض، خاصة وأن خطر التنظيم بات قريبا من حدود الأردن (عبر سورياوالعراق)، إلا أن العديد يعتبر أن موقفها طبيعي وليس مستغربا بحكم انتماء الطرفين إلى مظلة التيارات الإسلامية. وفي هذا الصدد قال معروف البخيت رئيس الوزراء الأردني السابق، خلال ندوة عقدها، مساء السبت الماضي، إن "فكر جماعة الإخوان المسلمين هو من نفس فكر ‘داعش'، حيث أنني أعرف معظم قياداتها التي منها المتشدد ومنها الأقل، كما أنني أعرف أن منهم أشخاصا من الذكاء إن وصلوا إلى السلطة لن يخرجوا منها". ويجسد تنظيم الدولة الإسلامية خطرا حقيقيا يهدد أمن الأردن خاصة مع نجاح التنظيم في استقطاب العديد من أبناء التيارات الإسلامية في المملكة، وفي مقدمتها التيار السلفي الجهادي، الذي بات خزانا بشريا ينهل منه "داعش". ولعل التحاق القياديين في التيار الجهادي، وهما كل من سعد الحنيطي وعمر مهدي آل زيدان، مؤخرا، بالتنظيم هو بمثابة ناقوس خطر على الأردن الانتباه إليه. فسعد الحنيطي من الوجوه البارزة في التيار السلفي الجهادي، وقد تم تعيينه من قبل المتشدد عمر محمود عثمان، المعروف ب"أبي قتادة"، كناطق باسم التيار، أثناء وجوده في السجن، ويملك هذا القيادي المتطرف أتباعا كثرا في التيار بالأردن. أما عمر المهدي آل زيدان، والملقب بشيخ السلفية الجهادية في إربد، فهو أيضا من القيادات المهمة في هذا التيار، ويحظى بشعبية كبيرة داخله.