«ما في كل مرة تسلم الجرة». مثل عربي قد يجد حيزا كبيرا من انطباقه على ما شهده “دوار الشرفاء”، الذي غدا بعد إعادة الهيكلة يحمل من الأسماء اسم «حي الشرف». اختارت السلطات المسؤولة لهذا التجمع اسم «الشرف»، لكن كثيرا من الممارسات التي تفشت به تبعد بعض مساكنه عن هذا المسمى، لتشدها صوب «الرذيلة والانحراف». تناسلت المباني المشيدة وفق تصاميم فرضتها عملية إعادة هيكلة الدوار، وصار بعضها سكنا ثانويا يقصده مالكوه عند اشتداد الحرارة في فصل الصيف، للاستمتاع بنسائم البحر، في الوقت الذي يقوم فيه البعض الآخر بتفويت استغلاله إلى الأغيار مقابل سومة كرائية، متفق عليها. وهو ما جعل السكان الدائمين يشتكون من تصرفات تزعجهم، من “زوار الليل” الباحثين عن اقتناص سويعات”نشاط” عابر، وتضع أسرهم موضع إحراج. تصرفات جعلت السكان يجهرون بالشكوى لدى السلطات المحلية، أو مركز الدرك الملكي، دون أن تجد صرخاتهم الآذان الصاغية، إلى أن «وقعت الواقعة». صباح أمس، الاثنين 12 شتنبر الجاري، استيقظ سكان «حي الشرف» على وقع جريمة قتل بشعة كان أحد المنازل المخصصة للدعارة واستعمال المخدرات والسكر، مسرحا لها. ليلة سمر لم يكتب لخاتمتها أن تمر بسلام، عندما سالت دماء أحد الندماء نتيجة طعنة غدر، أزهقت روحه. أربعة أشخاص، فتاتان وشابان، من البيضاء قصدوا منزلا في ملكية فتاة شاركتهم الليلة، إلا أن خلافا دب بين الخليلين فاستل رفيق للزوار بعد أن لعب برأسه مفعول ما احتساه من خمر، وما بلعه من أقراص ليقدم على ارتكاب الجريمة. صراع في جلسة خمر على إحدى الفتيات بين شابين كانا في عداد الأصدقاء، قدما من البيضاء، وبالضبط من حي سيدي الخدير، لتضمها جلسة خمرية. انتهت بطعنة على مستوى القلب، لاذ مقترفها بالفرار. وعند التبليغ عن الجريمة وجد عناصر الدرك الملكي بمركز سيدي رحال الشاطئ، الخاضع لاقليم برشيد، السكين مغروسا في صدر الضحية على مستوى القلب، ليظهر جزء منه من الظهر بعد أن اخترق الأضلع، ليتكسر في بدن الضحية. طعنة أظهرت القوة التي سددت بها إلى الضحية. قامت ابنة صاحبة المنزل بالتبليغ، فتم اعتقال على ذمة التحقيق، في الوقت الذي تمكن فيه الجاني وخليلته من الفرار، ليفتح بحث عنه، بعد التأكد من هويته. لكن مصادر من حي الشرف تؤكد أن منطقة سيدي رحال الشاطئ تضم العديد من الدور غير المستغلة التي يلجها بعض الباحثين عن اللذة العابرة، كما يقوم المشرفون عليها باستغلالها في الدعارة لأناس غرباء عن المنطقة يقلقون راحة السكان رغم الشكايات المتعددة بانعدام الأمن واستفحال مثل هذه الظواهر.