قبل أيام ابتدأت رحلة البحث عن التذاكر التي يخوضها العديد من الأشخاص من أجل معانقة الأهل والأحباب ومشاركتهم أجواء العيد.. رحلة لم تكن هينة ولا بسيطة بالنسبة للكثيرين ممن صُعِقوا كما جرت العادة بالأثمنة «الخيالية» التي يفرضها أصحاب هذه الشركات ومساعدوهم «سومة» لتذاكر السفر خلال أيام العيد، مقدمين أعذارا يجدها المسافرون ممن يكتوون بلهيب هذه الزيادات «واهية وغير منطقية»، من قبيل أن رحلات العودة غالبا ما تتم بمقاعد فارغة، وأن رحلات العيد "غير وجيبة" يجيب استغلالها قبل حلول فترات الكساد…!!! فقبل أيام من العيد تتحول محطة أولاد زيان، ومكاتب الشركات بها إلى وجهات يقصدها الراغبون في السفر تزامنا مع "العيد الكبير". لكن هذا السفر يتحول إلى "رحلة عذاب" تبدأ بالصراع من أجل اقتناء التذكرة، ولا تنتهي أثناء السفر، لأن الكثير من الرحلات تؤمنها حافلات تفتقر لأبسط شروط الراحة والسلامة. فبعد أن اعتاد «إبراهيم» على اقتناء تذكرة السفر من البيضاء إلى طاطا بمبلغ 200 درهم، اضطر قبل يومين إلى أداء 350 درهما مرغما، رغم أن المبلغ المحدد في التذكرة نفسها هو 200 درهم لا غير.. ورغم ذلك أدى «إبراهيم» مبلغا مخالفا للثمن المحدد في التذكرة، لأن شركات النقل تجد في مناسبة عيد الأضحى «فرصتها الذهبية» من أجل الرفع ومضاعفة أرباحها، على حساب المسافرين الذين يشدون الرحال صوب مسقط الرأس لمشاركة الأهل فرحة العيد.. لم تفلح احتجاجات المسافرين أمثال إبراهيم، ولا حققت انتفاضاتهم مبتغاها، لأن الكثير لم يجدوا بديلا غير الرضوح لعملية «الابتزاز» التي تمارسها بعض الشركات في حق مسافرين اضطرتهم ظروف العيد إلى الامتثال والقبول بأداء الأثمنة التي تحددها هذه الشركات. ويظهر أن أغلبية شركات النقل الطرقي، تأبى كل سنة إلا أن تستهل فرحة المسافرين ب "التنغيص" عليهم من خلال مضاعفة أثمان التذاكر، ورفعها بمبالغ تفوق الضعف أحيانا. فبعد أن كانت أثمنة الرحلات بين مدينة طاطا والدارالبيضاء، خلال الأيام العادية لا تتعدى 200 درهم، رفعتها بعض الشركات إلى 350 درهما. ولا تقتصر هذه الزيادات على أثمنة تذاكر طاطا، بل إن «عزيز» وهو شاب يتحدر من ضواحي تارودانت، ويعمل طيلة السنة بالدارالبيضاء، اضطر بعد رحلة بحث مضن عن التذكرة إلى اقتنائها من المحطة الطرقية «أولاد زيان» بمبلغ 250 درهما، في الوقت الذي لا يتجاوز ثمنها خلال الأيام العادية مبلغ 100 درهم. يجري كل ذلك أمام أنظار المسؤولين بالمحطة الطرقية لأولاد زيان، الذين لا يتدخلون بعد أن تركوا الباب مفتوحا على مصراعيه لسماسرة التذاكر الذين يعملون وسطاء بين المسافرين ومكاتب الشركات المخصصة لحجز تذاكر السفر خلال هذه الفترة من السنة.. ليتكرر السؤال في كل مناسبة من هذا القبيل: لماذا يتواطؤ الجميع على المسافرين خلال "العيد الكبير"، ليغدو كل مسافر "بقرة حلوب" ينبغي استنرافها قبل فوات الأوان..؟؟