«بدينا تنحسو بالتغيير ولكن خاص شوية الوقت لأن الانتظارات كثيرة» كلمة سواء التف حولها جل العاملين بالقناة الثالثة. المدير المركزي المكلف بالرياضية حسن بوطبسيل «دخل سخون»، يبدو أنه مستعد بدنيا ما يكفي لمهمته الجديدة، لم ينتظر طويلا ليضع يده في عصيدتها الساخنة، ودخل مباشرة في المقابلة، وتأقلم بسرعة مع أرضية الملعب الجديد. فهو على دراية بنقط ضعف فريقه الذي سيخوض به أول موسم تلفزي مع بداية البطولة. لم يتردد في مباشرة مهامه مباشرة بعد حفل تنصيبه رسميا من طرف الرئيس المدير العام للشركة الوطنية فيصل العرايشي، إذ يعي تماما أهمية عامل الزمن في قناة تعاني تأخرا كبيرا، وكلما تباطأ في اتخاذ القرارات إلا وازداد الوضع سوء، وعم اليأس في صفوف العاملين. تسميته كمدير مركزي مكلف بالرياضية، يوحي أن رئيسه العرايشي فوضه صلاحيات واسعة لإخراج الثالثة من غرفة إنعاش دخلتها منذ مدة طويلة، وإصلاح كل اختلالاتها البنيوية سواء في هيكلتها، أوفي مهنية مواردها البشرية، أو في لوجيستيكها، أوفي إدارة إنتاجها. حسن بوطبسيل يستغل تجربته وعلاقته الدولية ليضخ نفسا دوليا في قناة أرادها العرايشي قناة للرياضة الوطنية، خيار ثبت فشله منذ البداية. أول خطوة في هذا المجال انطلاق الدوري الإنجليزي على البث الأرضي الرقمي (تي إن تي)، بينما قطعت المفاوضات أشواطا كبيرة لنقل الدوريين الألماني والبلجيكي... إذا كان فيصل العرايشي كرر سواء في لقاءاته مع نقابة مهنيي الرياضية، أو في حفل التنصيب عزمه إمساك زمام أمور القناة بيديه، فإن المسؤول الجديد حسن بوطبسيل يسير على هدى كلام رئيسه، وقرر منذ اليوم الأول تطبيق مثل «نهار لول يموت لمش» وأمسك كل مقاليد القناة بيده. أول قرار أصدره حث على عدم خروج أي طاقم لإنجار ربورطاج قبل العودة إليه، بل وأمر بعدم بثه قبل مشاهدته، قرار كان مبعثه تقديم ربورطاجات عن أنشطة صغيرة لجمعية في حد كورت، وإهمال في المقابل أنشطة أخرى أكثر أهمية. «القناة بدون إدارة للإنتاج» يؤكد أكثر من مصدر، ولطالما كان هذا القسم بمسؤولتيه السابقتين مثار خلاف كبير. بوطبسيل قطع دابر هذ الخلاف، وجردهما من أية مهمة، وسحب منهما الهواتف والطوابع. وهو يقلب في ملفات العاملين، اكتشف أن المستقلين أياما قبل تعيينه، لم يسلموا الهواتف النقالة، اتصل بهم من أجل استردادها، وأخبر الإدارة المركزية لتوقيف عملية تحويل الأجور إلى بعضهم، بل إن مكلفة بالإنتاج غادرت القناة منذ شهور، ظلت تحتفط برقم للاتصالات الدولية. كل هذه القرارات صدرت في غياب مدير البرمجة والتحرير سعيد زدوق الذي يستفيد من عطلة، يبدو أنها مفتوحة الأجل. مصادر لم تستبعد أمر مغادرته للقناة، بعد مرور سبعة أسابيع من الغياب. في الاجتماع الأخير بين المدير المركزي المكلف بالرياضية، ونقابة مهنيي الرياضية برئاسة كاتبها العام طارق السقي اتفقا على نقطتين هامتين. الأولى تهم وضع هيكلة جديدة بعد تعطيل هيكلة العهد السابق، وقدم حسن بوطبسيل الإطار العام لها. الثانية تهم الحسم في أمر المسؤوليات المنصوص عليها في الهيكلة، المناصب الكبرى كمدير للإنتاج مثلا سيتكلف بها المدير المركزي المكلف بالرياضية بالتنسيق مع رؤسائه، على أساس أن يقع الاختيار من خارج القناة، وباقي المناصب سيخضع التعيين فيها لمباراة يتبارى فيها العاملون داخل الرياضية وفي مختلف المهن بما فيها منصب رئاسة التحرير، إذ كان ثمة تضحم في عددهم قلصه بوطبسيل من 12 رئيس تحرير إلى ثلاثة، وهم هشام لحفيظي وكمال الإدريسي وخالد ياسين. مسيرة التغيير انطلقت إذا، ولكن هل سيلقى حسن بوطبسيل الدعم الكافي من المركز ليحقق النجاح في مهمته أم سيتكرر سيناريو المديرين السابقين يونس العلمي وطارق الناجم.