الله الله، ياداك الإنسان، وعلى زين كان فيك. كنت قمرا أحمر. خجولا أطل كطيف نبي.. وكنت وحدك "مضوي البلاد". قطار الحياة لم يسر إلا بك.. ومعك صحنا وتساءلنا "كيف يدير آسيدي اللي قلبو كيبغيك آسيدي، اللي قلبو كيبغيك؟". لن ننسى ما تشاركناه معك، لذلك نقولها للبحر ونترجاه "ذكريه يارمال الشط بالأمس القريب".. ولا عذر لنا ولا قدرة لنا أن نبوح وأن نخرج "المخبي فالقلب راني كابرت وقلتو"، وأن نصرخ في وجهك "عافاك ماتقوليش نساني". ثم لنا الحل الآخر أن نقرأ "المنفرجة" مثلما غناها أهل الأمداح لا مثلما غنيتها أنت، وأن نردد في ختامها "وإذا بك ضاق الأمر فقل، اشتدي أزمة تنفرجي"، عسي هاته الغمة ترتفع، وعسانا نقتنع جميعا أن الشدو الجميل لم يكن أبدا حراما. نلتمس لك كل الأعذار، ونحترم منك كل القرارات، ونعتبر أنه من حقك أن تتدروش بعد أن انتفت أسباب الغناء اليوم، بعد أن أصبحت سينا تغني، والميلودي يغني، والصنهاجي يغني، والشيخ سار يغني، والكل يغني ويغني. لن تنخرط في منافسة مع "دمدومة" و"الساطة" و"لاعلاقة" و"نتي باغية واحد" والبقية. ستسدل اللحية. ستتأمل في ملكوت الله، ستتذكر سنوات الستينيات والسبعينيات، النشاط، البيضاء عين الذياب النيغريسكو، الجزائر، تونس، باريسإيطاليا، أمريكا كل مكان. ستذكر سهرات التلفزيون وأنت فوق الخشبة ترقص بل قل "تجذب" والمغاربة كلهم من طنجة إلي الكويرة يرددون وراءك "فين الشباب؟ فين الجمال؟". لن نطالبك بالعودة، فنحن نعرف أنها مستحيلة. ولن نقول للزمن الجميل إرجع إلينا، فمامضى لايرجع أبدا. فقط سنذكرك أننا نحب فنك قبلك ونحب فنك بعدك. وسنظل على هذا الحال… قد تعتزل، قد تلقي عليك سدول "البوهالي بودربالة" وتسيح في الأرض، لكننا نحن لن نتوقف عن الاستماع إليك، ولن نكف عن الترنم بالروائع التي غنيتها ذات يوم. هي كلمات من وحي صورة جمعت "السبع" بلخياط مع الإذاعي الحسين العمراني في إحدى المناسبات الخاصة بالعرائش، خرجت من تلقاء نفسها، ولم تتكلف كاتبتها أي عناء في خطها، بل استسلمت لغواية الإنصات لك وأنت تدندن رفقة العود في شريط قديم للغاية، وقررت أن تبوح لك بها، مع اليقين التام أن "داك الإنسان" الذي كان لن يعود أبدا. تسائلني حلوة الوجنتين، يسائلني طرفها الأحور: أفي النهاية أمل في هذا المجال؟ أم انتكاسة حتى آخر الأيام، واقتناع أن الحل هو أن نصرخ جميعا مع عادل الميلودي والغبرة مرتفعة في الأرجاء "مادرنا والو، وااااالو، ماقلنا والو، واااااااالو".