ببا العربي يقف أمام باب مركب محمد الخامس ولا يعرفه أحد من القائمين على أمن الملعب ولايسمحون له بالدخول لمشاهدة لقاء في كرة القدم الوطنية، فيقرر مغادرة المركب بحسرة في قلبه لم تزل حتى الحسرة الأخيرة تلك التي جعلته يغادر دنيانا في غفلة من كل الأضواء التي رافقت الجوهرة السوداء في حياته التي عاشها بالطول والعرض، قبل أن يرحل بشكل مذل ومخجل لنا جميعا هو الذي ظل ميتا في منزله لساعات طويلة قبل أن يعلم الجيران بذلك بسبب الرائحة واختفائه الذي لم يكن له أي تفسير. لعلها اللقطة الأكثر تأثيرا في فيلم جميل للغاية شكل حدث السنة الحالية وقعه ادريس المريني وخصصه لأسطورة كرة القدم المغربية والعالمية العربي بنمبارك أو الجوهرة السوداء اللقب الذي وجد بيليه نفسه ملزما بإطلاقه على العربي بعد أن رآه يداعب الكرة في غير ما لقاء كروي. مساء الجمعة الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط وجد حسني بنسليمان رئيس اللجنة الأولمبية المغربية والزميل السابق للعربي بنمبارك في مداعبة الكرة صعوبة كبرى في إخفاء تأثره بعد العرض ما قبل الأول للشريط السينمائي الطويل الذي يرصد مسار الجوهرة السوداء , العربي بنمبارك, والذي أخرجه المخرج إدريس المريني. يتناول فيلم «العربي» حياة أسطورة كرة القدم المغربية الحاج العربي بن مبارك الذي رغم الشهرة والنجومية وكتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم العالمية إلا أنه قضى نهاية حياته في ظل تهميش كبير من طرف البلد الذي أنجبه. وقال المخرج في تقديمه لهذا العمل إن الشريط «ليس استثنائيا وإنما هو عمل بسيط وعميق في رسالته», مشيرا إلى أن فكرة إنجازه راودته بعد أن تعرف إلى هذا الهرم عن قرب, فأعجب بقوة شخصيته وبأخلاقه وإصراره على النجاح. كما اعتبر المريني الشريط «محاولة لمحاربة النسيان واللامبالاة وتكريم للذاكرة المغربية», من خلال رصد مسار أسطورة كرة القدم المغربية, الذي لقب ب«الجوهرة السوداء» قبل النجم البرازيلي بيلي, من ثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الماضي. وكانت بداية «الجوهرة السوداء» الكروية, الذي كان يلعب كمهاجم, في فرق أحياء الدارالبيضاء ثم لعب في فريق الاتحاد الرياضي عام 1934, وفي سنة 1938 انتقل إلى عالم الاحتراف حيث وقع لفريق أولمبيك مارسيليا الفرنسي. وبعد توقف دام خمس سنوات في الدوري الفرنسي بسبب الحرب العالمية الثانية عادت الحياة إلى الدوري الفرنسي, فعاد بنمبارك إلى التباري , ولكن هذه المرة صحبة نادي باريس (سطاد دو باري). كما لعب في صفوف المنتخب الفرنسي في عدة محافل رياضية وبعد ذلك انتقل إلى الدوري الإسباني وبالضبط إلى فريق أتليتكو مدريد حيث لعب في صفوفه من سنة 1948 إلى 1953 وحقق معه عدة نتائج. وعاد العربي بنمبارك بعد تجربته في فريق أتلتيكو مدريد إلى فرنسا وبالتحديد إلى فريقه الأول أولمبيك مرسيليا حيث خاض معه نهاية كأس فرنسا سنة 1954 وساهم في إنقاذ الفريق من النزول إلى الدرجة الثانية. وحضر عرض الشريط السينمائي «العربي» جمهور ضم وجوها من عوالم الرياضة والسياسة والفكر والإبداع من بينهم على الخصوص رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير, حسن العمراني, ورئيس مجلس الرباط السيد فتح الله ولعلو والكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة كريم العكاري والعداءة العالمية نزهة بدوان, والصحافي وصديق ادريس المريني طلحة جبريل والقاضية ومقدمة لبرامج تلفزيوية رشيدة أحفوض وزوجها وشخصيات أخرى. وسوف يلتقي جمهور الدارالبيضاء، المدينة التي أنجبت العربي، مع عرض مماثل يوم الأربعاء في قاعة ميغاراما. م.أ