" رجاء أدفنوني في مسقط رأسي بالدار البيضاء" آخر ما خطته يمين "طالب معاشو" أول أمس قبل أن يضع رقبته في حبل المشنقة ويسلم روحه إلى ربه داخل الغرفة التي ظلت تربطه بالحياة العامة. طالب بتنفيذ وصية واحدة، أن يجدوا له موطئ قدم بمقبرة بالدار البيضاء بعدما عجز في أكادير أن يحافظ على قبر حياة يضمن كرامته الآدمية. الراحل ترك كذلك بخط يده منشورا يعرض فيه لمشاكله القضائية مع مالك البيت الذي طالبه بإفراغ غرفة ظلت أطرافه وهمومه لسنوات رغم أنه يؤدي ما بذمته من واجبات كرائية شهرية. تجاوز الخمسين سنة، يمارس اشغال هامشية متفرقة، يساعد الناس مقابل النزر القليل من المال للعيش وتسديد واجب الكراء. يقيم بحي السلام، وسط غرفة لا يتجاوز طولها مترين ونصف مربع رفقة مجموعة من العزاب استجابوا لطلب مالك البيت وأخلوا غرفهم للبحث عن مسكن جديد، وحده الراحل بقي متشبثا بغرفته فدحل معه في دعاوي قضائية من أجل إفراغ بيته وإسكان ابنائه به كما تفيد دعواه. ظل الوضع على هذا الحال فاختلى " طالب معاشو" ببيته لتدوين مشاكله مع مالك البيت بخط يده عارضا كل الخطوات القضائية التي قام بها من أجل الحفاظ على سكنه سيما أنه يؤدي الواجبات الكرائية بانتظام.ويرجح أن هذا المخطوط رغب في توجيهه إلى الجهات المسؤولة. لكن في لحظة غضب مفاجئة اسودت الدنيا في وجه فقام بوضع حد لحياته مطالبا الشرطة في ورقة تركها بملابسه بدفنه في مسقط رأسه بالدار البيضاء.مالك البيت نفى أن تكون له مع المنتحر اية مشاكل سوى مطالبته بإفراغ بيته من أجل إسكان ابنائه، وسلك في ذلك المساطر القضائية المعمول بها. وعلم أن شقيقة الراحل استدعيت من قبل الأمن، وتقوم حاليا بالإجراءات لتسلم الجثة من مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني، وستقوم بتنفيد وصيته بنقل جثمانه إلى العاصمة الاقتصادية.