أصبح لمجموعة أوسمان الغنائية كتاب يؤرخ لمسارها في الساحة الفنية الأمازيغية. الفضل في التأريخ لمسيرة هذه المجموعة يعود إلى الكاتب طارق المعروفي الذي أصدر الكتاب بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. أوسمان كما يشرح ذلك مؤلف الكتاب، يتحدث عن تفاصيل مهمة تتعلق بنشأة أول مجموعة موسيقية مغربية أمازيغية وكذا الظروف التي برزت فيها. كما يتوقف المؤلف عند سر تواجده قي قلب هذه المجموعة بالرغم من أنه العنصر الوحيد الذي لا يتكلم الأمازيغية ضمن باقي أفرادها. الكتاب وحسب المعروفي يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ نشأة مجموعة أوسمان الموسيقية التي اهتمت بالأغنية الأمازيغية بشكل عصري في بداية السبعينات من القرن الماضي. كما تطرق المعروفي في الكتاب أيضا لمراحل تأسيس المجموعة، والاحتكاك بالنشطاء في الحركة الثقافية الأمازيغية، وكذا الجولات الناجحة للمجموعة داخل المغرب وخارجه، مما أكسبها شهرة إعلامية وجماهيرية في ظرف وجيز. لقد كانت مجموعة أوسمان، يقول المعروفي، «كاسحة الإسمنت المسلح». وكانت في الواجهة أمام الظروف المستحيلة لبروز أي غناء بالأمازيغية. ولهذا كانت السباقة إلى دخول مسرح محمد الخامس، الذي لم تبرمج فيه أي مجموعة موسيقية أمازيغية منذ تأسيسه، وكذلك الحال بالنسبة للمسارح الأخرى. كما استطاعت مجموعة أوسمان، يبرز المؤلف ضمن طيات الكتاب، أن تكون أول مجموعة تغني بالأمازيغية على أمواج الإذاعة الوطنية الناطقة بالعربية وتلك الناطقة بالفرنسية، وكانت أول مجموعة تظهر على شاشة التلفزة المغربية، وتدخل مسرح محمد الخامس بالرباط الذي لم تبرمج فيه أي فرقة موسيقية أمازيغية منذ تأسيسه مما مهد الطريق للعديد من الفرق الموسيقية لكي تسلك الطريق المعبد من طرف أوسمان. وبعد أن استفاض المؤلف في سرد مسيرة أوسمان الناجحة، لم يغفل المؤلف أن يعرج على واقع هذه المجموعة والتراجع الكبير الذي عرفته مسيرتها. حيث ذكر بأسباب نهاية العمر الفني للمجموعة التي لم يكتب لها البقاء طويلا على الساحة الفنية والتي كان عمرها قصيرا لم يتجاوز الأربع سنوات. ورغم قصر هذه المدة على الساحة الفنية، إلا أنها يقول الكاتب كانت كافية لنقش سم «أوسمان» في ذاكرة المغاربة.