تحت عنوان "غزة تقاوم" تعرض قناة "الجزيرة" الفضائية هاته الأيام فيلم رعب حقيقي. أسفله أو تحته أو قرابته لا تكتب القناة القطرية التمويل، الأمريكية التوجيه، الإسرائيلية العلاقات، السعودية المعاداة، المصرية التعصب، الإخوانية الميولات، البحرينية التردد، المغربية التوجس، الفرنسية الرياضة، الإنجليزية الطرابيش، الغريبة الملتبسة غير المفهومة أي عبارة تحذير من أي نوع. لا أقل من 18 سنة كعادة عشاق البورنوغرافيا، ولا أقل من 12 سنة كعادة دوزيم وبرامج جرائمها، ولا أي شيء من هذا القبيل هي تكتفي ببث صور الموت، والدمار، والعنف والقتل والخطب والاعتقال ثم تقول في المساء للمشاهدين قبل أن تنام "طابت ليلتكم، فغزة تقاوم". الكثيرون يعرفون أن الجزيرة تنفق ملايين الدولارت من أجل تأمين هذا البث الحي للموت من غزة، من طولكرم، من رفح، من الضفة، من تل أبيب، من حيفا، من يافا، من كل مكان في الأرض المحتلة والأخرى الأقل احتلالا والثالثة التي يقال لنا إنها تحت إمرة حماس، والكل يعرف أن هاته الملايين من الدولارات المخصصة للنقل التلفزيوني قد تنفع شعبنا الفلسطيني الباسل في أمور أخرى غير النقل التلفزي، غير الفرجة قد نشتري بها رصاصات حقيقية للمقاومة. قد نقتني بها صواريخ أفضل من صواريخ القسام، مداها يصل تل أبيب فعلا ويدكها دكا قد تنفع لاقتناء طائرات الأباتشي والفانتوم والإف 16و18و19 لكي نهاجم العدو الإسرائيلي الغاشم فعلا لا مجازا فقط. السؤال الذي يطرحه من تؤلمهم مشاهدة "الجزيرة" وفيلم الرعب المبثوث على شاشتها يوميا هو: لماذا لا تنتقل القناة من صرف الأموال على تأمين هذه الفرجة الدموية إلى صرف الأموال على المقاومة الحقيقية؟ باختصار لماذا لا تعلن قطر الجهاد ضد إسرائيل "ونهنيو السوق"؟ عوض أن نكتفي بسب الصهاينة عبر التلفزيون، وعوض أن نطلب من الفلسطينيين الموت يوميا ونحن نتفرج عليهم لماذا لا نذهب جميعا ونقتل كل الإسرائيليين أو "كل اليهود" مثلما تقول الجزيرة التي يبدو أنها لاتميز كثيرا بين الصفتين، وننتهي من هذا الموضوع تماما ستقولون مستحيل. سنقول لكم "حدثت بالفعل". ألم تذهب الطائرات والدبابات وكل شيء إلى ليبيا لقتل العقيد القذافي؟ ألم ترتفع الأعلام في الساحة الشهيرة لبنغازي، تلك التي يقتتل فيها اليوم الليبيون مع بعضهم البعض حول الغنائم؟ ألم نر صور الزعماء والقادة تختال هناك؟ هل يمكن أن تقنعونا بأن القذافي أخطر على الأمة من إسرائيل وأنه من الممكن توجيه الأسلحة والمال والأعمال إليه هناك في صحراء ليبيا من أجل قتله والانتهاء منه؟ وبالمقابل هل يمكن أن نقتنع بأن أعلى قدر من الجهاد ضد إسرائيل يمكن للجزيرة ومن يحركون الجزيرة أن يصلوه هو أن يقولوا لنا عبر شاشة قناتهم "حي على الجهاد وحي على فرجة الموت هاته؟" صعبة جدا، مثلما يقول معلق مباريات الكرة، مستحيلة أو لنقل "عسيرة الهضم" تماما مثل هاته القناة. لا لون ولا طعم ولا رائحة لها. هي فقط شيء يبث في الهواء ويأكل الهواء، ويتفرج على الفلسطينيين المساكين وهم يذبحون، ثم لا ينسى أن يكتب أسفل الشاشة "غزة تقاوم"، ويطلب منهم المزيد من الفناء. زاوية تقترفها : سليمة العلوي