فشل جديد منيت به الدبلوماسية الجزائرية والسبب محاولتها خلط الأوراق بين ملف الصحراء المغربية والأزمة المالية. ذلك ما فطنت له الحركة الوطنية لتحرير «أزواد» وقررت الأربعاء الانسحاب من المؤتمر المنظم بالجزائر بدعوى الوساطة في النزاع بين الحركات المسلحة بشمال مالي والحكومة المركزية بباماكو. الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بزعامة «بلاغ آغ الشريف» الدي حظي باستقبال الملك محمد السادس بمسجد الكتبية بمراكش مند أشهر الى جانب موسى اغ الطاهر الناطق الرسمي باسم الحركة، قررت رسمياً الانسحاب، من المفاوضات المقامة بالجزائر. الحركة فطنت حسب مصادر عليمة الى أن الجزائر، تسعى الى التحايل على الحركات المالية لفرض منهجية يتم فيها أيضا اتباعها في ملف الصحراء. الجزائر اقترحت حلا يقضي طرح استفتاء بشمال مالي، قبل الانتقال الى الحكم الداتي. كل ذلك لدفع المغرب لقبول نفس الحل في الصحراء المغربية . زعيم الأزواد سبق أن زار المغرب قبل استقباله من طرف جلالة الملك خمس مرات للإلتقاء بجهات عليا وطلب الوساطة المغربية في المشكلة المالية، خاصة وأن هناك أطراف بموريطانيا والجزائر تحاول استغلال الصراع لتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب الساكنة المحلية التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية وروحية متينة منذ عصور. وهو ما فطن اليه في المفاوضات التي عقدت بالجزائر بداية الأسبوع. سعي الجزائر لخلط أوراق النزاع شمال مالي وربطه بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية أفشل المفاوضات ، خاصة أن الأزواد الماليين ، حسب مصدرنا مدينون للمغرب بالكثير بعد أن استقبل كبار الشخصيات الطوارقية للعلاج بالمستشفى العسكري بالرباط منهم كبير شيوخ منطقة كيدال شمال مالي «الطاهر آغ انتلا» البالغ من العمر 90 سنة، والذي قضى بالمغرب حوالي شهرين بعد أن رفض تلقي العلاجات في الجزائر رغم الإغراءات التي وجهت إليه. الشيخ هو أب رئيس المجلس الأعلى للأزواد العباس آع انتالا المنشق عن إياد غالي زعيم حركة أنصار الدين والذي أسس المجلس الأعلى بعد التدخل العسكري في شمال مالي ضد الجماعات الإرهابية، وقضي بالعاصمة الرباط في ضيافة المغرب ثلاثة أيام. مفاوضات الحكومة المالية بقيادة وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب مع الحركات المالية قسمت الى مجموعتين، الأولى ضمت الحركات الموقعة على «اعلان الجزائر» في 9 يونيو وهي الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية في أزواد. أما الثانية فضمت الحركات الموقعة على «أرضية الجزائر» وهي الحركة العربية لأزواد ووالتنسيقية من أجل شعب أزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة التي تمثل السكان السود لشمال مالي من غير الطوارق. وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب أكد أن حكومة بلاده «مستعدة للذهاب الى ابعد ما يمكن دون تجاوز الخطوط الحمراء». وأضاف أن هذه الخطوط الحمراء هي «احترام الوحدة الترابية ووحدة مالي والطابع الجمهوري للدولة المالية». وهو ما احترمته الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي تخلت عن مطلب الاستقلال واصبحت تنادي بنوع من الحكم الذاتي يسمح لها بتسيير امورها في هذه المنطقة التي يسمونها ازواد .