قديما عندما قيل إن دانون زاد ثمنه ببعض السنتيمات، أخرج بنكيران عينيه في الناس وقال لهم "أيها القوم، ألم تعودوا قادرين على صنع الرايب؟ بئس القوم أنتم إذن". ذات يوم وحين مس الإضراب المخابز، صرخ وزير من الوزراء "أين ربات البيوت من صانعات الملاوي الماهرات؟ أين الخبازات؟ أين العجانات" اليوم أصبح الغازوال ب10 دراهم متى سيقول لنا واحد من أهل الحكومة الطيبين "إمتطوا الدواب ياعباد الله"؟ لن يقولوها لنا. سيتحدثون الآن عن صندوق المقاصة، عن المقايسة، عن ارتفاع سعر البترول، عن النازداك، وعن القيم المنقولة سيبرطمون بكلام لن نفهمه عن ضرورة الرفع من ثمن الغازوال من أجل أن تبقى الفئات الفقيرة قادرة على العيش نفس الفئات الفقيرة التي ستركب في سيارات الأجرة، وسيقول لها السائق باكرا "بنكيران زاد فالمازوط، زيدوني درهم ولا ماتركبوش" المعادلة تستقيم وإن كانت غريبة، وهاته الزيادات أضحت أمرا عاديا للغاية. غير العادي هو أن يستفيق المغربي يوما، فيجد الأسعار في مكانها لم تتزحزح. مع بنكيران وحكومته الغازوال، المازوط، البنزين الممتاز والآخر الأقل امتيازا كلها سوائل قابلة للاحتراق. محروقات يسمونها في المصطلح التقني، لكن في الحقيقة هي أصبحت حارقات. ثم هناك مشكلة حقيقية أيضا: حتى السيارات الكهربائية ليست حلا في المتناول… بنكيران قرر إنقاذ المكتب الوطني للكهرباء وحدد لنا ثمن ماسنعطيه على امتداد السنوات المقبلة من أجل إنقاذ هذا المكتب، لئلا يقع لنا ماوقع في مصر، ونجد أنفسنا ذات يوما بدون كهرباء، مايعني أن ثمن الكهرباء سيصعد إلى السماء هو الآخر، ومامعناه أيضا أن تعبئة سيارة كهربائية – على اعتبار أن لديك مالا كافيا لشراء الهيبريد – سيتطلب منك أجرة شهرك والسلام… ما الحل؟ ماذا كنا نفعل قديما قبل اختراع السيارات والعربات ومحطات التزويد بالوقود؟ كنا نستعير بغلة الجيران… كنا نقول لها "را" فتتقدم، ونقول لها "شا" فتتوقف. دواسة وفرامل طبيعيان، يشبهان تماما الملاوي ويشبهان الرايب. الصورة بدأت تتضح الآن: هاته الحكومة المسكينة تريد إعادتنا إلى أيام السلف الصالح، جازاها الله عنا كل خير آمين، جيب معاك شوية ديال العلف وهيا بنا نزعرط.