انتخب بيدرو سانشيز، المرشح المفاجأة في قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، حزب المعارضة الرئيسي في إسبانيا، عكس كل التوقعات، زعيما جديدا للاشتراكيين الإسبان في مهمة تروم تجديد حزب مندحر. وفاز بيدرو سانشيز (42 عاما)، الاقتصادي، والملقب ب"بيدرو الوسيم" للتأثير الذي يتمتع به وابتسامته الدائمة، أمس الأحد، بثقة نحو 50 في المائة من ال198 ألف عضو في الحزب، الذين اختاروا، للمرة الأولى، بين ثلاثة مرشحين لقيادة الحزب، بعد استقالة الفريدو بيريث روبالكابا (62 سنة)، الذي تحمل مسؤولية الهزيمة في الانتخابات الأوروبية لشهر مايو الماضي. وقال سانشيز، الذي أصبح نائبا غير منتخب عن مدريد سنة 2013، بعد رحيل عضو بالبرلمان، إنه يجسد "التجديد" داخل حزب منهك بالإخفاقات الانتخابية وتراجع ثقة مناضليه، الذين فضلوه أمينا عاما للحزب على الأمين العام للفريق الاشتراكي بمجلس النواب الباسكي إدواردو مدينا، الذي يجسد الاستمرارية داخل الحزب، والجامعي الأندلسي خوسيه انطونيو تابيا بيريز. وفي انتظار التصديق على هذا التصويت خلال المؤتمر الاستثنائي المقرر يومي 26 و27 يوليوز الجاري، دعا بيدرو سانشيز، في أول خطاب، إلى "وحدة" الحزب من أجل تجاوز كل الخلافات، مؤكدا أن جميع المناضلين الاشتراكيين سيكون لهم مكان في برنامجه الرامي إلى تجديد الحزب. كما وعد بيدرو بالعمل "على تغيير صورة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني"، الحزب الذي "يجب أن يكون المفضل دائما" لرئاسة الحكومة. وبعد أن جدد تأكيد التزامه بإجراء انتخابات تمهيدية مفتوحة في نونبر المقبل لتعيين الشخصية التي ستقود المعسكر الاشتراكي في الانتخابات العامة لسنة 2015، قال بيدرو سانشيز إنه يدرك جيدا أن تحديه الرئيسي هو إعادة التواصل بالقاعدة المحبطة على إثر عدد من الإخفاقات. وأردف أنها "مهمة جمة تنتظرني" من أجل "تجديد" حزب تأسس منذ 135 سنة، مبرزا أن المناضلين يريدون "التغيير والوحدة وقوة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني". وبهذه النتيجة أعاد سانشيز، الذي أظهر نواياه خلال سعيه لترشيح الحزب وإحرازه دعم 41 ألفا و338 من المناضلين، لاسيما في معقل الاشتراكيين القوي الأندلس، النجاح الباهر الذي حققه خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو سنة 2000، بنيله إعجاب قيادة الحزب ضد خوسيه بونو المفضل حينها. وبيدرو سانشيز، الذي ازداد بمدريد يوم 29 فبراير 1972، خبير اقتصادي وسياسي. يدرس منذ 2008 الهيكل الاقتصادي وتاريخ الفكر الاقتصادي بجامعة كاميلو خوسيه سيلا في العاصمة مدريد. انخرط في صفوف الحزب الاشتراكي سنة 1993، عقب انتصار فيليبي غونزاليس في الانتخابات التي نظمت تلك السنة. وأصبح الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي عضوا بمجلس النواب في يناير 2013 بعد تخلي كريستينا ناربون عن مقعدها لتولي منصب بمجلس السلامة النووية. وهو حاليا ناطق باسم لجنة دراسة تغير المناخ في مجلس النواب. كما أنه متزوج وأب لابنتين.