داوود اولاد السيد ماجاش للعرض ماقبل البث لشريطه التلفزيوني «زمان كنزة» لأسباب عائلية. كما لم يحضر العرض ذاته الممثل الشاب عدنان بوحجة لارتباطه بتقديم برنامج قناة «ميدي آن تي في» الجديد «رمضان شو» الذي يبث عند موعد الإفطار. «لقد أحببت دور كنزة كثيرا. وأحببت أيضا الكاستينغ الذي شاركنا أحداث الشريط التلفزيوني. كل ما أتمناه هو أن يروق العمل للمشاهد عند بثه». تقول فضيلة بن موسى التي أدت دور الميمة كنزة ببراعة في الشريط، واستطاعت فعلا تقمص دور المرأة المغربية البسيطة و الأم المغربية الحنونة التي تقاوم رغم قلة اليد دواير الزمان ورغم تكالب الظروف عليها بعد أن هجرها أبناؤها. ساعة ونصف، استطاعت كنزة و وليداتها أن يشدوا خلالها الجمهور الذي حضر العرض ماقبل البث لشريط «زمان كنزة» حتى آخر مشهد. ساعة ونصف من الألوان المراكشية البهية. تجول بنا فيها أولاد السيد داخل دروب وأزقة المدينة الحمراء. من بيت العائلة الموجود بقلب المدينة، تأخذك الكاميرا عبر الدروب الضيقة لتعيد اكتشاف بعض من معالم الهندسة بهذه المدينة العتيقة. تتجاوز الدرب الضيق لتلج إلى البيت الذي تعيش به لالة كنزة بمفردها. رياض صغير من زمن مدينة مراكش الجميل. متواضع بفناءاته الواسعة. بزليجه البلدي الأصيل. واحد من آخر نماذج هذه البيوت التي بدأت تنقرض. من قلب العاصمة تنتقل الكاميرا إلى الفضاءات الخضراء المنتشرة بمراكش ممزوجة بالبنايات الحمراء للمدينة الحمراء. سفر عبر سحر هذه المدينة التي شغلت الدنيا و أصبحت القبلة المفضلة للكثير من السياح عبر المعمور. «الكوتشي» وكل أوجه الحياة كانت حاضرة ضمن أحداث الشريط. «هادي امي وأنا كانحتارمها، حيت هي امي فالفيلم. ودابا نصاوب ليها شي دور آخر للي تمثل فيه اختي وديك الساعة نتخاصم معاها». يقول عبدالله فركوس أو مصطفى ولد كنزة للي كايبغي مو ولكن حبه وتعلقه بوالدته يصطدم برفض زوجته لهذا الحب. مصطفى كبير أولاد كنزة، كان كبيرا في تجسيد دوره و كان أكثر من رائع. فركوس استطاع بحسه الكوميدي التمثيلي البسيط والجاد والعميق حمل العمل بأحداثه حتى نهايته، وذلك في تدرج سلس وخفيف. وربما هي رسالة من قلب مراكش يحاول أولاد السيد بعثها تتعلق ببر الوالدين وإعادة الاعتبار لعلاقة الأبناء مع آبائهم والتي عرفت تحولا كبيرا بدخول ظروف جديدة بعدت بين مكونات الأسر المغربية. شريط مراكشي بامتياز من الأحداث إلى الشخصيات إلى المخرج والألوان وحضور المدينة. و في تفاصيل أحداث الشريط الذي سيبث يوم الأربعاء المقبل على القناة الثانية، يحكي اولاد السيد قصة كنزة، امرأة في عقدها السادس تعيش بمفردها. هجرها أولادها بعد أن تفرقت بهم السبل وأصبح كل واحد يعيش في دوامة مشاكله الأسرية الصغيرة. بعد الأبناء عن حضن الأم أملته ظروف الحياة الصعبة، لكن ساهمت فيه أنانية الزوجتين اللتين احتكرتا الابنين لنفسيهما. هذا البعد لم يزد العلاقة بينهم سوى متانة. وفي ظل تعلق الأبناء بأمهم، وخوفهم عليها من وحدانيتها، سيقررون تزويجها كي ترتاح وتريح معها الجميع. وهو ماكان بعد أن وافقت الأم التي ستتزوج من رجل مسن. زواج كان يرجو منه الأبناء حل مشكل والدتهم، لكن وكما يقول المثل «ماقدو فيل زادوه فيلة»، فقد أصبح الصهر الجديد وزوج الأم عبئا مضافا لن يزيد سوى من مضاعفة نفس المتاعب التي حاول الجميع وضع حد لها طيلة الشريط ليجدوا أنفسهم بالمحصلة وقد عادوا إلى نقطة الصفر التي كانت منطلق أحداث زمان كنزة البسيط والشيق.