كاميرات شركة «أوروميكانيكا» تقدم مساهمة متميزة للمحققين في حادث الاعتداء المسلح الذي شهدته الدارالبيضاء في الفاتح من غشت الجاري. التسجيلات التي استقرأتها عناصر الفرقة الجنائية الولائية، أظهرت أحد المشتبه بهما، متربصا أمام أحد مداخل الشركة، وهو يمتطي نفس الدراجة النارية التي استعملت في الاعتداء. الزوم الكامل على وجه وملامح نفس الشخص أفشى بقية الأسرار. الأمر يتعلق بأحد عمال الشركة، في عقده الرابع، ويتوفر على أقدمية 15 سنة بالتمام والكمال في الشغل بشركة «أوروميكانيكا» المتخصصة في صنع القطع الذهبية وتزيين الحلي والمجوهرات، والتي يوجد مقرها في منطقة سيدي معروف بالدارالبيضاء. الصور المسترسلة التي وفرتها كاميرات الحراسة، أظهرت أيضا أنه تربص خلال الأسبوعين الأخيرين بمداخل ومخارج الشركة، قبل أن يختفي أياما قلائل قبل الحادث. بتحديد هوية المشتبه الأول أمسكت الفرقة الجنائية الولائية بخيط أساسي سيقرب التحقيقات من التحديد النهائي لهوية المشتبه به الثاني، في حادث الاعتداء المسلح الذي تعرض له معشرا الذهب شهدته الدارالبيضاء في الفاتح من غشت الجاري على بعد أمتار من المديرية الجهوية لإدارة الجمارك والضرائب. عناصر الفرقة الجنائية الولائية وعند استماعها إلى مجموعة من العاملين بالشركة والمعشر الثالث الذي نجا من حادث الاعتداء، أصبحت قريبة أيضا من تحديد هوية المشتبه به الثاني، الذي تشير مصادر مقربة من التحقيقات بأنه من المحتمل أن يكون عاملا بنفس الشركة لكن مع أقدمية أقل من زميله الأول، حيث لم يمض ب«أوروميكانيكا» سوى 8 سنوات. المشتبه بهما اللذين مازالا يهربان بالأحد عشر كيلوغراما من الذهب، مازالا في حالة فرار، وقد وزعت صورهما التقريبية على الدوائر والنقط الأمنية من أجل تعميم البحث. المعطيات الجديدة في الحادث لا تتوقف عند الاقتراب الكامل من هوية منفذي الاعتداء فقط. الدراجة النارية التي استعملت في الاعتداء لها سوابق أيضا، حسب مصادر مقربة من التحقيق. فقد قادت التحريات التي قادتها عناصر الفرقة الجنائية الولائية بعد العثور عليها في طريق أزمور أربعة وعشرين ساعة بعد الاعتداء، إلى ظهور مذكرة بحث دولية أصدرها الانتربول منذ 2009 حول الدراجة التي استعملت في تنفيذ الهجوم المسلح. وترجح المصادر ذاتها أن تكون الدراجة قد سرقت من إحدى الدول الأوروبية، فرنسا تحديدا، في السنة ذاتها دون أن يتم تحديد وجهتها في تلك الفترة. ويبقى السؤال حول كيفية الحصول على السلاح الناري قائما. ففي الوقت الذي تشير فيه بعص المصادر إلى احتمال أن يكون المسدس المستعمل في الاعتداء مسروقا من رجال الأمن أو الدرك الملكي بحكم تشابه الأعيرة النارية التي عثر عليها مع رصاص الأمنيين، لا تنفي مصادر أخرى أن تكون طريقة الحصول على المسدس قد تمت بالتهريب من المناطق الحدودية أو عبر أحد المهاجرين. الاقتراب من ضبط كل خيوط القضية من شأنه أن يعيد الطمأنينة إلى قلوب البيضاويين الذين وقفوا طولا أمام العملية بتوجس وهلع. فالعملية التي أصيب فيها معشرا الذهب بأربع رصاصات حية استدعت نقلهما على الفور إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء لتلقي الإسعافات قبل نقلهما إلى مستشفى خاصة بطلب من مشغلهما، غير مسبوقة نوعيا وتحيل على تطور جديد في أساليب الجريمة في المغرب.