يختلف الشارع المغربي بين من يلتمس العذر للمرأة العاقر التي تطرق باب المشعوذين والأضرحة للتمكن من الإنجاب باستخدام وصفات ومواد غريبة لا يتقبلها العقل، وبين من يرفض هذه المسألة قطعا ويؤمن بأن الطبيب وحده من يستطيع تحديد الأسباب والعلاج المناسب إذا توفر لهذه الحالات. في ما يلي رأي الشارع المغربي في هذا الموضوع. استغلال نداء الأمومة مثل هذه الأمراض لا يمكن الشفاء منها إلا بالعلم، فلا يمكن ترك الأطباء الذين قضوا سنوات طويلة من عمرهم في الدراسة لسنوات والجرى خلف المشعوذين الجهلة، الذين لا يعرفون إلا الخرافات ويستغلون حاجة النساء في تلبية نداء الأمومة في دواخلهن لاستنزاف أموالهن، لذلك يجب محاربة هؤلاء المشعوذين ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لغيرهم. مصطفى، 40 سنة، عامل تخاطر بصحتها لا أعتقد أن لمشعوذ جاهل القدرة على علاج مرض له أسبابه التي حددها العلم، فهؤلاء النسوة استوطن الجهل والوهم عقولهن لكونهن يستعملن أشياء لا يقبلها العقل والمنطق، وقد تعود عليهن بالضرر وتحرمهن من الإنجاب بصفة نهائية لأنهن يكون لديهن الأمل في العلاج في بعض الأحيان، لكن الطريقة التي يبحثن بها عن ذلك العلاج تكون غير سليمة، ويدفعن ثمنها غاليا، فالمرأة تخاطر بصحتها الجسدية عندما تذهب عند المشعوذ الذي يتلاعب بها. فاطمة الزهراء، 38 سنة، معلمة الجهل والأمية هما السبب هذه الممارسات التي تلجأ إليها النسوة العاقرات هي نتاج الأمية والجهل الذي ينتشر في المجتمع ككل، والنساء ما هن إلا ضحايا للإشاعات التي تروج في محيطهن الاجتماعي، والتي تشجع على ارتياد الأضرحة والبحث عن العلاج عند المشعوذين الذين يبيعون لهن الوهم، وذلك بترويج إشاعات عن نسوة تم علاجهن بوصفات غريبة أو بزيارة أحد الأضرحة. سكينة، 30 سنة، موظفة العلم وحده القادر على علاج العقم شخصيا أرى أن الصدفة وحدها هي التي تلعب دورا كبيرا في ترسيخ الكثير من المعتقدات الخاطئة في ذهن النساء العاقرات، فقد يتصادف أن تكون إحداهن تتابع العلاج عند طبيب مختص وعندما تصل مرحلة متقدمة من العلاج، تنقطع عنه، ثم تلجأ لمشعوذ يدعى براعته في علاج العقم، وتكون تلك المرأة على استعداد للإنجاب فتصدق أن المشعوذ هو الذي كان وراء علاجها. ويعود الفضل كاملا له في حين أن العلم هو القادر على علاج العقم وباقي الأمراض الأخرى. نور الدين، 26سنة، طالب باحث أومن بعلاج العقم عند «الفقها» الطبيب هو الله الذي يعطي من يشاء الإناث والبنين في الوقت الذي يشاء، لذلك فالأطباء أو العشابون و«الفقها» ليسوا إلا سببا في نهاية المطاف يسخره الله من أجل منح المرأة القدرة على الإنجاب. شخصيا أعرف نساءا كثيرات شفين وتمكن من الإنجاب بعد تجريب الوصفات التي قام الفقيه بوصفها لهن. لذلك فأنا أومن بإمكانية علاج العقم عند «الفقها» عائشة،50 سنة، ربة بيت العلم لم يكتشف كل شيء هناك الكثير من حالات العقم التي فشل العلم والطب في علاجها، وشفيت بالوصفات الشعبية التي يتم تداولها بين الناس، وأظن أن هناك أشياء لا يمكن فهمها أو تفسيرها، لكنها تعطي مفعولها وتستطيع علاج بعض الأمراض لأن العلم مازال لم يكتشف سرها بعد، وهذا الأمر ليس بجديد على المغاربة الذين يتداوون بهذه الوصفات منذ القديم. محمد، 45 سنة، موظف إعداد: مجيدة أبوالخيرات