كشفت مصادر جد مطلعة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن التلفزيون المغربي لم يستسلم بعد بخصوص عدم نقل مباريات كأس العالم التي ستنطلق بعد شهر ونيف في جنوب إفريقيا، وأن جهات رفيعة جدا أصدرت تعليماتها بالبحث عن حلول بديلة للتفاوض مع الجزيرة الرياضية الذي وصل إلى الباب المسدود بعد أن طالبت القناة القطرية ب22 مليون دولار مقابل لقاءات محدودة تختارها هي. وقالت مصادرنا إن اتصالات مباشرة تجري الآن مع الفيفا ومع الشركة المالكة للحقوق العالمية للبث التلفزيوني وليس فقط الجهة المالكة لحقوق البث في المنطقة العربية وشمال إفريقيا من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن النقل عبر البث التلفزيون الأرضي للمباريات الأربع والستين التي يتضمنها كأس العالم، مؤكدة أن القناة القطرية «الجزيرة الرياضية» لم تنظر بعين الرضا لخطوة التلفزيون المغربي، وقررت أن تكاتب هي الأخرى الفيفا والشركة العالمية لتحذرها من مغبة الدخول في مفاوضات منفردة مع تلفزيونات دول تابعة للمنطقة التي تمتلك فيها الجزيرة الرياضية حق البث الحصري. وقالت مصادرنا إن الثغرة التي سينفذ منها المفاوض المغربي هي البث الأرضي لأن الجزيرة الرياضية تملك حق البث الفضائي حصريا ولاوجود في بند العقد لأي إشارة لحق البث الأرضي داخل حدود دول بعينها. وقال المصدر إن تمكن التلفزيون العمومي الفرنسي «فرانس تلفزيون» من نيل حق بث مباريات كأس العالم القادمة وجه ضربة قاصمة ل«الجزيرة الرياضية» على اعتبار أن قناتي فرانس 2 وفرانس 3 اللتين تلتقطان بوضوح وبدون أداء في المغرب عبر النايل سات وتيليكوم ستبثان 32 مباراة من كأس العالم، وهو مايعني نصف مباريات المونديال ضمنها كل مباريات الربع والنصف والنهاية أي أهم مافي مونديال كرة القدم مايعني تقوية الجانب التفاوض المغربي الذي يعرف الآن أن المغاربة سيشاهدون على الأقل نصف المونديال مجانا ودون أداء أي واجب اشتراك. لكن مصادر من التفزيون المغربي قالت إن الجهات الرفيعة التي طالبت بتحسين الأداء التفاوضي قدر الإمكان، وتوفير مباريات المونديال عبر التلفزيون الوطني لأنها ترى أنه لايعقل أن يظل المغربي خارج سياق فرجة عالمية متوفرة لكل دول العالم، خصوصا وأن الجزيرة الرياضية لم تحترم التزامها تجاه منخرطيها وضمنهم المنخرطين المغاربة وقامت بإغلاق قناتين، (الجزيرة بلوس 9 والجزيرة بلوس 10) واستحداث قناتين آخريي، (الجزيرة كأس العالم) وقررت الزيادة في ثمن الاشتراك بمعدل 100 دولار (مايقارب ألف درهم مغربي) من أجل التمكن من مشاهدة المونديال حتى بالنسبة لمنخرطيها القدامى. وسخر مصدر من «الجزيرة الرياضية» من العقوبة التي أنزلتها الهاكا (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) بسينسيت الشركة التي توزع بطائق الجزيرة الرياضية في المغرب، وهي العقوبة التي لم تتجاوز 3 ملايين سنتيم علما أن مبلغ اشتراك المقهى الواحدة في الجزيرة الرياضية يقارب 15 ألف درهم مايعني أن اشتراكين إثنين لمقهيين مغربيين سيؤديان ثمن العقوبة. إلى ذلك أصبح الحصول على جهاز استقبال تناظري فضائي من سابع المستحيلات في السوق المغربي بسبب أن هذه الأجهزة لازالت قادرة على التقاط بث قناتي «تي إف1» و«إم 6» الفرنسيتين اللتين ستنقلان مباريات المونديال كاملة، وقال مصدر من درب غلف (السوق الهامشي البيضاوي الشهير) إن عددا كبيرا من الناس يقبلون هذه الأيام على السؤال عن توفر أجهزة تناظرية لأنهم سمعوا أنها تلتقط بث القنوات التي ستنقل كأس العالم». وكانت الجزيرة الرياضية قد اقتنت من إي آر تي (شبكة راديو وتلفزيون العرب) حقوق نقل كأسي العالم 2010 بجنوب إفريقيا و1014 بالبرازيل بكلفة مالية بلغت 23 مليار ريال سعودي (الدولار يساوي 3 ريال 73). وكان مالك إي آرتي الشيخ صالح كامل قد عجز باستمرار عن منع المسؤولين السياسيين في الدول العربية من فرض التنازل عليه لتمكين دولهم من نقل مباريات المونديال مقابل مبالغ تفضيلية، وأحيانا مجانا نظرا لرغبته في الحفاظ على مصالحه التجارية داخل هذه الدول، لكن مشاكله مع أبنائه وخصوصا صراع الأبناء مع زوجته الحالية الممثلة صفاء أبو السعود أدت إلى مسارعته ببيع حقوق النقل التلفزي التي كانت شبكته تمتلكها بالإضافة إلى حديث يجري حاليا حول رغبته في بيع الشبكة كلها لعجزه عن تسييرها وسط ركام المشاكل التي تعيشها.