«محمد بوصوف» القاضي والوكيل العام للملك لدى استئنافية مكناس من مواليد 1950 بضواحي مدينة مولاي إدريس زرهون، حاصل على الإجازة في الشريعة ودبلوم الدراسات المعمقة. خريج المعهد العالي للدراسات القضائية، وكيل للملك بابتدائية خنيفرة، نائب الوكيل العام بالجديدة، وكيل للملك بابتدائية ابن أحمد، وكيل للملك بابتدائية سيدي قاسم، وكيل للملك بابتدائية القنيطرة، وكيل للملك بابتدائية خريبكة، وأخيرا وكيلا عاما للملك لدى استئنافية مكناس منذ يونيو 2002. راكم القاضي «محمد بوصوف» البالغ من العمر 59 سنة تجربة 29 عاما بصفته إما وكيلا للملك بالعديد من المحاكم الابتدائية على الصعيد الوطني، أو نائبا للوكيل العام أو وكيلا عاما للملك. محمد بوصوف المنحدر من ضواحي مولاي إدريس زرهون، كان منذ صغره متفوقا في دراسته سواء الابتدائية أو الإعدادية أو التأهيلية أو الجامعية في أنظمتها القديمة، كما امتاز بذكاء وقاد وذاكرة قوية. يحكي عنه أحد أشقائه أنه عندما كان يهم لاجتياز أحد الامتحانات طلب منه أن يقرأ له بعض الدروس وهو مستلق على فراشه واكتفى بما رسخ في ذهنه، واختزنته ذاكرته القوية، فحصل على نقطة متميزة في المادة التي امتحن فيها. يشهد له في هذا المجال العديد من القضاة ووكلاء الملك ونوابهم والمحامين وموظفي المحاكم، التي عمل بها بقدرته الفائقة على ضبط المعطيات، حيث يستحضر الرجل أنواع القضايا وأرقام الملفات والأحكام الصادرة فيها ولو كانت قديمة دون الاستعانة بأية وثيقة. فخلال افتتاحه أشغال الندوة الجهوية حول القيم القضائية مؤخرا بمكناس، استشهد بوصوف بالعديد من فقرات الخطاب الملكي ل20 غشت 2009 دونما استعانة بنص الخطاب، كما استشهد في سياق كلمته الافتتاحية بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والأبيات الشعرية، مما يؤكد قوة ذاكرته، رغم تعاقب سنوات العمل المضنية والتقدم في السن. يتميز القاضي بوصوف بخصال حسن الإصغاء والتواصل مع مختلف الأجهزة القضائية، فهو لبق ومقنع في نقاشه وحديثه، مرن في تعامله مع حرصه الشديد على احترام القانون وتطبيقه. يطلع على جميع الملفات والشكايات قبل إعطائه أوامره إلى نوابه بلباقة، كما يتعامل مع جميع مكونات هيئة الدفاع باحترام، مما جعل الفترة الطويلة التي قضاها في النيابة العامة بمختلف مستوياتها لا تعتريها أية تشنجات أو توترات أو تجاذبات. يحرص بوصوف على الحضور مبكرا إلى مكتبه كما لا يغادره إلا متأخرا بعد أن يقضي أوقاتا طويلة يطلع على الملفات والشكايات واستئناف الأحكام مع ما يتطلبه ذلك من مجهود فكري وذهني ونفسي. تنقل الرجل بين عدة مدن مغربية في إطار مسؤوليته، أكسبه تجربة عميقة، ودراية وإلماما واسعين بدواليب النيابة العامة، معتمدا في ذلك على خصلة الجدية و«المعقول» اللذين يعتبرهما أساس النجاح في أية مهمة وفي أي زمان أو مكان. روشدي التهامي