يبدو أن نيران الإنتخابات المقبلة قد أدرك لهيبها حزب الجرار، خلت مقراته الجهوية من مسؤوليها وتاه المناضلون في رحلة البحث عنهم ، وضعية ، وقبل أن تؤجج غضب الأعضاء في الجهات، أعطت أولى الاستقالات من الحزب في شخص خديجة الرويسي رئسة لجنة الأخلاقيات ورئيسة بيت الحكمة . الرويسي اعتبرت في رسالة استقالتها الموجهة إلى الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، التي حصلت «الأحداث المغربية » على نسخة منها بأنها إذا كانت « قد انخرطت في المشروع المجتمعي لمؤسسي الحزب بلا تحفظ وبنية المشاركة في تكريس الديمقراطية في بلدنا دون الانسلاخ عن أصالتنا» فإنها لاحضت « مع مرور الأسابيع و الأشهر وجود انحراف واضح للحزب نحو المحافضة ضدا على الروح السائدة إبان التأسيس». استقالة الرويسي عددت مظاهر هذا الانحراف في أن « الحزب لم يعد يتوفر على أي مشروع مجتمعي»، مع تسجيل «غياب كامل لأي حراك داخلي »، كما أن الانتخابات « أصبحت تشكل الرهان الوحيد للحزب في ظل غياب أية مراقبة على منتخبيه» ،كل ذلك وسط «تحامل غير مسبوق ضد حداثيي الحزب». الرسالة حملت القيادة الحالية للحزب مسؤولية ما آلت إليه أوضاعه الداخلية عندما أوضحت بأن الأمانة العامة « تعمل كل مافي وسعها من أجل أن تبقى لجنة الأخلاقيات مجرد صندوق تسجيلات ليس إلا، وهو ما يمكنني تقبله مع كامل احترامي لزملائي داخل هذه اللجنة » تقول الرسالة . الرئيسة السابقة للجنة الأخلاقيات داخل حزب الأصالة و المعاصرة أوضحت في استقالتها أن عددا كبيرا من تقارير و توصيات الأخيرة كانت تبقى دون جواب على خطورة ما تتضمنه من خروقات وذلك رغم كل المذكرات و التذكيرات». كما أن « الشكايات التي يبعث بها مناضلو الحزب إلى الأمين العام لم تكن تحال في أغلبها على اللجنة» تضيف خديجة الرويسي التي شددت على خطورة ذلك التوجه السائد داخل الحزب والقاضي ب «الذهاب إلى الانتخابات بنفس الوجوه القديمة ، خاصة و أن التوجه لا يكترت بما يشهد الشارع من حراك اجتماعي»، تشرح الرويسي. رسالة ختمتها الرويسي بالإشارة إلى معاناتها الشخصية داخل الأصالة و المعاصرة « لقد أصبحت مستهدفة، شخصيا و بالاسم، وحتى على مواقع الحزب بهجمات وافتراءات بغيضة بدون أن أذني تحرك من الحزب لوضع حد لها». إلى ذلك، يعيش الحزب على مستوى الدارالبيضاء حالة من الغليان تمثلت في احتجاج العديد من أطر مناضليه على ممارسات المسؤولين الجهويين . ممارسات، دفعت، أمس الأربعاء، بالعديد من المستشارين والأمناء المحليين بالإضافة إلي مجموعة من المناضلين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر الجهوي للحزب بالدارالبيضاء للتنديد على ما اعتبروه تسيبا تنطيميا و غيابا كاملا للهيكلة للحزب على مستوى العاصمة الإقتصادية . أحد أعضاء الحركة التصحيحية، كما يسميها أصحابها، اعتبر في تصريح ل « الأحداث المغربية » أن الوقفة جاءت في وقت تزايدت فيه الأوضاع التنظيمية للحزب تفاقما في ظل الغياب المستمر للأمناء الإقليميين و لرئيس لجنة التنظيم بالإضافة إلى انعدام التواصل مع عموم المناضلين. الاحتجاجات، التي انظم إليها أعضاء من الأمانة الجهوية للدار البيضاء بالإضافة إلى كتاب عامين ومقرري بعض اللجان ، واجهها الحزب بطرده خمسة من أعضاء الحركة التصحيحية وذلك ساعات قليلة على بداية الوقفة يوضح المصدر نفسه ياسين قُطيب