هي قصة زوج جعل من زواجه بأربع نساء استثمارا يعود عليه بالكثيرمن الأموال، حيث استطاع بذكائه ودهائه جعل زوجاته يتنافسن في عالم التسول من أجل حصول كل واحدة منهن على أكبر مبلغ ممكن، رغبة منهن في إرضائه والفوز بليلة دافئة بين أحضانه. زوج ليس كباقي الأزواج. استطاع الجمع بين أربع زوجات في منزل واحد. بل أكثر من ذلك، شَغَّلهن واستطاع الحصول من عملهن على مبالغ مالية بشكل يومي. لا غرابة في ذلك لأنه نجح في تكوين “شركة” أُسَرية لها مدخول قار بعيدا عن أي رقابة باستثناء عيون الفضوليين. زوجاته نساء عاديات، ليس فيهن ما يميزهن، أكبرهن لا تصغر الزوج إلا بسنوات، والثانية في عقدها الخامس، أما الثالثة والرابعة فتصغرانهما ببعض السنوات. كان يختار زوجاته بطريقة دقيقة من بين النسوة المحترفات للتسول، وحتى ظروف لقائه بهن كانت متشابهة تقريبا مع بعض الاختلافات البسيطة، باستثناء واحدة منهن لأنها ببساطة دخلت إلى ميدان التسول على يديه. كان الزوج كلما وجد هدفه المنشود، يحاول التقرب منها وإظهار تعاطفه معها، وتقديم يد المساعدة حتى يستطيع كسب ثقتها، ثم يبدأ في لتنهيد للزواج بها، وتنفيذ مخططه. برنامج يومي يغادر فراش نومه مع انطلاق أذان الفجر، ثم يأمر زوجاته بالاستيقاظ، وهو الأمر الذي يستجبن له بكل همة، ودون إبداء أي نوع من التذمر أو الرفض. يتناولن وجبة الفطور التي غالبا ما تتكون من شاي وخبز وقليل من زيت الزيتون في أحسن الحالات، ثم يقوم بحملهن الى مقرات عملهن. واحدة عند بوابة مستشفى، وأخرى عند مدخل مسجد، والثالثة بالقرب من صيدلية، والرابعة أمام المارشي. تتعدد الأماكن وتتغير حسب أيام الأسبوع، ففي كل يوم يغير أماكن اشتغالهن. وهي بالمناسبة أماكن لا يختارها بالصدفة، وإنما يقتنيها بعناية فائقة، فهي إما أماكن تجعل مرتاديها لا يترددون للحظة في إخراج الصدقة كالمقابر والمساجد، أو هي أماكن يشعر فيها المرء بالضعف كالمستشفيات والصيدليات وعيادات الأطباء، أو لارتباطها بتجمهر الناس كالأسواق والمقاهي والمحطات الطرقية. خلال فترات اليوم الواحد يقوم الزوج بالمراقبة الصارمة لزوجاته للاطمئنان على سير العمل في أحسن الظروف ومن دون مشاكل، والتزامهن باستجداء عطف المارة، ونيل عطائهم وسخائهم. درهم الله يرحم الوالدين يقوم الزوج بدوره بالتسول واستجداء المارة، لكن بطريقته الخاصة، فهو يجعل من عبارة “واحد الدرهم الله يرحم والديك” جواز سفره الى جيوب الناس الذين يستهدفهم، قبل أن يمتطي دراجته وينصرف إلى جهة أخرى ليغير مكان عمله حتى لا ينكشف أمره. لا يفوت الزوج أي فرصة لاستغلال زوجاته فما أن يحين وقت الغذاء حتى يقوم بجولته المعهودة، قاصدا كل واحدة بحثا عن وجبة غذاء دسمة تحصل عليها إحداهن بعد دغدغة مشاعر أحد المحسنين. بعد صلاة العشاء، ينتهي يوم العمل ويحين موعد عودة النسوة إلى البيت، بعد أن يؤدين مهمتهن في استجداء المحسنين للحصول على أكبر مبلغ ممكن، ليجدن الزوج في انتظارهن لتسليمه حصيلة اليوم. تدبير المقاولة يقوم الزوج بإشعال نار الغيرة بين زوجاته والتنافس حول جمع أكبر قدر من المال، فيكافئ صاحبة أكبر مبلغ محصل عليه بقضاء ليلة دافئة في أحضانه، بينما تذهب الأخريات لتحضير وجبة العشاء وتوفير متطلبات الأطفال. كل واحدة من الزوجات تحرص على تحويل القطع المعدنية إلى أوراق نقدية قبل أن تقوم بتسليم المبلغ كاملا للزوج، متمنية في قرارة نفسها أن تكون الفائزة بالليلة الحميمية. ينتهي يوم النسوة بعد تناول وجبة العشاء، وتستلقي كل واحدة منهن في فراشها طالبة النوم استعدادا لليوم الموالي، بينما الزوجة “الرابحة” ستنعم بسويعات نوم إضافية في الصباح قبل أن يحملها الى”مقر عملها “. اهتدى الزوج إلى حيلة غاية في الذكاء ليزرع بينهن الشعور بالغيرة والتنافس في جمع المال من أجل نيل رضاه، والتمتع بحقوقهن الزوجية التي لا يحصلن عليها إلا بعد تفوق إحداهن على الأخريات. لا تعرف الزوجات الأربع معنى للراحة أو العطلة، ولا يستطعن التمتع بالأموال التي يحصلن عليها والتي يستفيد منها الزوج بمفرده، دون أن يكون لهن نصيب فيها، وفي غياب إبداء أي رفض أو احتجاج. الشرقي بكرين