رحلة لم يكتب لها أن تصل في الموعد. كانت قادمة من مدينة الجديدة، متخذة من البيضاء وجهة لها. رحلة بالدم أزهقت روح شخصين اثنين، بعد أن صدمت مقدمة القطار شاحنة كان على متنها خمسة أشخاص، وأصابت آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. صباح أمس الجمعة كان خبر حادثة بوقع الكارثة، ذهب ضحيتها شخص في الحال، فيما لقي ثان مصرعه بعد أن أسلم الروح في الطريق إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد. والسبب اصطدام القطار مع شاحنة للاستعمال التجاري. كانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف من صباح أمس الجمعة خامس عشر يوليوز الجاري، عندما كانت شاحنة على متنها خمسة أشخاص، أراد سائقها احتياز الممر غير المحروس الواقع ب «دوار الجوالة» بجماعة الساحل أولا احريز. لكن القطار القادم من الجديدة والمتجه نحو الدارالبيضاء، لم يترك من فرصة للشاحنة لكي تعبر هذا الممر. تعطلت مسيرها، ولم يظهر لها القطار الذي كان يشق الطريق بفعل الضباب الذي كان يعم المكان تلك الصبيحة، فوقع الحادث المأساوي الذي أزهق روح ضحية في الحال، فيما لفظ راكب ثان أنفاسه الأخيرة عندما كان في الطريق إلى المستشفى. وحسب مصدر من مكان الحادثة، الذي يخضع لنفوذ جماعة الساحل أولاد احريز باقليم برشيد، فإن اثنين آخرين من ركاب الشاحنة حالتهما الصحية حرجة، أما الراكب الخامس فإن حالته لا تدعو للقلق، بعد أن كانت إصابته خفيفة نوعا ما. وأضاف المصدر ذاته أن هذا الممر غير المحروس، غالبا ما يشهد وقوع حوادث مؤسفة، حيث ذكر حالة استغلال شخص، قبل حوالي عشرين يوما، لوضع هذا الممر غير المحروس ليضع حدا لحياته عندما نفذ عملية انتحار. كما أن حوادث أخرى مازال الكثير من السكان يتذكرونها بحسرة وألم، داعين الجهات المسؤولة بالمكتب الوطني للسكك الحديدية لاتخاذ المتعين من أجل تجنيب مستعملي الممر المزيد من الحوادث الخطيرة التي تزهق أرواح كثيرين.