«الله ياخذ فيهم الحق في الدنيا والآخرة».. بعيون دامعة والحسرة تملأها، جلست الحاجة زهرة القرفصاء تحكي لإحدى بناتها بالمكتب المخصص لبيع شقق السكن الاجتماعي بمشروع رياض حي الحسني الكائن بطريق الرحمة، كيف صار تحقيق حلمها بعيد المنال في امتلاك سكن لائق قريب من الطريق. كما تضمن ذلك نص العقدة الأولى التي تربطها بالشركة، في إشارة إلى مشروع كائن ب «طريق مولاي التهامي»، وليس بعيدا بجوار تجمع سكني عشوائي، يقول المعنيون إنه «يقع في حفرة»، ويرون أن أصحاب المشروع «لجؤوا إلى تعويضهم بشقق بمشروع سكني آخر غير المشروع الذي حجزوا فيه». لليوم التالي على التوالي تجمع العشرات من المستفيدين من مشروع السكن الاجتماعي المسمى «رياض الحي الحسني». تجمع كان هدفه الاحتجاج ضد ما وصفوه ب «التدليس» و«الاحتيال»، الذي قالوا إنهم كانوا ضحايا له. أصل الحكاية دعوة تلقاها من حجزوا شقة بالمشروع فكان نص الرسالة: «يدعوكم القسم التجاري الممثل لشركة “ناجيلا/أليانس دارنا” للحضور إلى مكتبنا الخاص بالبيع في موقع المشروع بالعنوان الآتي” طريق مولاي التهامي (طريق الرحمة)، من أجل اختيار شقتكم الكائنة في مشروع “رياض حي الحسني” وذلك بتاريخ 12.07.2011». ولأن التاريخ المحدد صادف يوم الاثنين الماضي كانت المفاجأة «غير السارة»، التي لم يضعها حاجزو الشقق في الحسبان. حضر من توصلوا بالدعوات حاملين الدفعة الثانية من قيمة الشقة، ولاختيار الشقة المحددة. ولأن جميع من حجزوا كانوا يعتقدون أن المشروع محدد في بناياته بالعمارات الواقعة على يمين وشمال طريق مولاي التهامي، باتجاه مشروع «مدينة الرحمة»، فإن قرار مكتب البيع الأخير لم يكن «بردا ولا سلاما» عليهم، بعد أن تم تحديد أمكنة أخرى لحجز شققهم قريبة من «دوار احمر» الذي كان خاضعا لجماعة دار بوعزة قبل أن يلحق بمقاطعة الحي الحسني، كما أن آخرين سيتم إخبارهم أن شققهم ستكون قريبة من منطقة الزبير، وهو ما رفضه المحتجون الذين دخلوا في اعتصام أمام مكتب البيع التابع للشركة. وجد صباح الاثنين الماضي المحتجون، الذين جمعهم مشروع الاستفادة من رياض الحي الحسني بطريق الرحمة، أنفسهم في اعتصام مفتوح غير معلن مسبقا، أكدوا فيه على تشبثهم بحضور المسؤولين عن المشروع السكني قصد إيجاد حل ينصفهم وينهي خلافهم مع الشركة. وذلك يوم صباح يوم الاثنين 11 يوليوز 2011. فالمحتجون يؤكدون أنهم تفاجؤوا بالخيارات التي طرحتها عليهم إدارة المشروع، وقالوا إنها تجبرهم على الاستفادة من شقق المشروع بالطوابق السفلى أو الواقعة بالطوابق الرابعة في إطار أحد المشاريع السكنية ب “الزوبير”، بعيدا عن المشروع المخصص لهم، وتقدموا بطلبات من أجله خلال منتصف شهر يونيو من السنة الماضية، وتقديمهم دفعات مالية وصلت إلى خمسة ملايين سنتيم يضيف المحتجون. وللاستفسار عما اعتبره حاجزو شقق المشروع «تحايلا وتدليسا»، قال مسؤول بالشركة في مكتب البيع في تصريح مقتضب «إن مشروع السكن الاجتماعي رياض حي الحسني بالمنطقة يشمل شطرين (الشرف والزبير )، وعلى المستفيدين التقيد بشروط العقد»، فشقق المشروع حسب مسؤول الشركة وكما صرح للمستفيدين «واحدة ضمن مشروع يضم أزيد من 5300 شقة، لا تقتصر على الشقق القريبة من الواجهة الواقعة على طريق مولاي التهامي». تصريح يرفضه جملة وتفصيلا حاجزو الشقق، مؤكدين على أنهم وقعوا ضحية «تدليس». لأن المشروع في نظرهم يتجسد عند واجهتي الطريق فقط. فهل يجد مشكل المئات من المستفيدين حلا، لفض الاعتصام، خاصة في ظل التهديدات والمناوشات التي دخلوها مع الأمن الخاص للشركة ومسؤول أمني بالألفة، بعد أن وقعت بعض الاغماءات في صفوف المحتجين؟