كعادتهما تظل كل من فرنسا وإسبانيا متربعتين على لائحة الشركاء التجاريين، لتتكرس مع الزمن صورتهما كشريكين أبديين للمملكة. حدث ذلك مجددا خلال الخمسة أشهر من هذه السنة، عندما حلت فرنسا في المرتبة الأولى كأهم شريك تجاري متبوعة بإسبانيا، فيما حلت الولاياتالمتحدةالأمريكية ثالثة. بلغة الأرقام وإلى غاية متم شهر ماي الماضي، كما تشير إلى ذلك إحدى جداول مكتب الصرف، ظلت فرنسا الزبون الأول المغرب، حيث مثل ما تم تصديره إلى هذا البلد قرابة 30 في المائة من مجمل صادرات المغرب إلى العالم، بينما استحوذت على أكثر من 14 في المائة بقليل من مجمل واردات المملكة. نفس الإيقاع تقريبا يتكرر مع الجارة الإيبيرية التي حلت ثانية، إذ بلغت حصتها من الصادرات المغربية حوالي 20 في المائة، فيما استورد المغرب ما نسبته 10,6 في المائة من حجم مجموع الواردات. صورة تظل متناغمة مع ذاتها بالنظر إلى الروابط التاريخية والجغرافية مع هذه البلدين، وهي عوامل لم تسعف في تحقيق على الأقل نفس النتائج مع الدول المغاربية، إذ باستنثاء الجزائر التي وجدت لها مكانا في اللائحة التي تضم 15 بلدا، حلت الجزائر بالمرتبة التاسعة على مستوى الواردات وذلك بحصة حوالي 3 في المائة، وذلك دون تسجيل صادرات إلى هذا البلد. أما دون ذلك فلا أثر للبلدان المغاربية الأخرى. الغياب عن اللائحة هم أيضا دول إعلان أكادير التي وقعت على اتفاقية للتبادل الحر وهي كل من تونس ومصر والأردن. نفس الشئ بالنسبة للإمارات العربية المتحدة التي ترتبط باتفاقية تبادل حر هي الأخرى مع المغرب، ليطرح ذلك سؤال عريضا حول فائة توقيع مثل هذه الاتفاقيات. يبدو أن وزارة التجارة والخارجية ومكتب التصدير مازال ينتظرهما الكثير لفعله، ذلك أن التواجد المتزايد للاستثمارات المغربية بإفريقيا وكذلك إقدام بعض المؤسسات البنكية الوطنية على إحداث فروع لها بهذه القارة، لم يجد له بعد صدى على مستوى إنعاش المبادلات التجارية بين المغرب والأفارقة، يظهر ذلك جليا من خلال عدم التحاق أي دول إفريقية، حسب نشرة مكتب الصرف. بالنسبة للدول العربية الأخرى، التواجد الوحيد سجلته كل من العربية السعودية التي حلت رابعة بعدما استحوذت على حصة 6,6 في المائة من واردات المملكة، لترسخ وضعها كأول مصدر للنفط للمملكة، فيما فيما لم تشر النشرة إلى الصادرات إلى هذا البلد وهو مايعني أنها ليست بالحجم المعتبر. الأمر ذاته حدث مع العراق التي جاءت العاشرة وذلك بحصة 2,7 من نسبة مجمل واردات المغرب.