سيناريو قد لا يخطر على البال. فاطمة بوبكدي، مخرجة التحف التراثية في التلفزيون المغربي، تركب مغامرة سياسية لا تخلو من مخاطرة وتشويق وهي تقتحم مخيمات الحمادة بتندوف لتفك أسر فريحة وتساعدها على الهروب والعودة إلى أرض الوطن. الأمر لا يتعلق بحدث حقيقي حصل فعلا على أرض الواقع، لكنه يرتبط بواقعة تخييلية صاغت فصولها الدرامية مخرجة “رمانة وبرطال” بمعية شقيقها السيناريست ابراهيم بوبكدي. ففي تغيير مفاجيء لنمط اشتغالها، الذي حققت عبره تراكما محترما وشكَّل دمغة خاصة بها، تدخل بوبكدي تجربة مغايرة من خلال كتابتها وإخراجها لفيلم تلفزي جديد يحمل عنوان “دموعك يا فريحة”. وما فريحة سوى شابة صحراوية ستتعرض للاختطاف من بين أهلها بالصحراء المغربية وتسقط أسيرة بمحاجز البوليزاريو. وعن طريق هذه الفتاة الصحراوية سيقترب المشاهدون من الحياة الداخلية لمخيمات الحمادة ويتعرفوا عما تتسم به من ممارسات لا إنسانية وبؤس اجتماعي وفقر مدقع. فريحة الوارثة من الصحراء عريكة لا تلين لن تستلم لقدرها. فبالرغم من أن ابن عمها الذي أحبته ووثقت به يخذلها ويخلي بها فإنها ستصمم على فك نفسها من حياة القهر والأسر والهرب إلى وطنها الأم. فريحة لم تكن أنانية في قرارها، بل فكرت في بنات جنسها وحرضتهن على اختيار حريتهن بمحض إرادتهن. وفعلا فلن تعود وحدها وإنما في قافلة من الحرائر الصحراويات المنفلتات من كماشة البوليزاريو. التحدي الذي واجهته المخرجة تمثل في الديكور الموحي بمخيمات الحمادة كما هي. وقد استطاعت أن تتغلب عليه بإنشاء ديكور كامل بنواحي أرفود. واختارت لبطولة الفيلم وتجسيد دور فريحة المغنية الصحراوية رشيدة طلال فيما أدى دور ابن عمها الممثل ياسين أحجام. ولهذا الاختيار دلالته حسب بوبكدي، فأن يشارك في العمل ممثلون من جنوب المغرب ومن شماله لَإِشارة واضحة إلى وحدة القضية الوطنية لدى كل المغاربة وإجماعهم عليها بدون استثناء. مشكل اللغة حلّته بوبكدي أيضا باعتماد لهجة وسط فيها نسبة مهمة من عبارات الحسانية لكن بطريقة مخففة يسهل فهمها. وقد استغرق تصوير “دموعك يافريحة” لصالح القناة الأولى خمسة أسابيع، وشاركت فيه مجموعة من الوجوه الدرامية مثل كريمة وساط المعروفة بأدوارها الكوميدية وبلقب “هيفا”، وعبد الله الشكيري وعباس كميل وعبد النبي البنيوي وأمينة الشاوي ومحمد العزوزي وآخرين... برامج رمضان، التي تشهد نسبة مشاهدة عالية من طرف المغاربة لقنواتهم الوطنية، لن تغيب عنها فاطمة بوبكدي، إذ ستعود من خلال كبسولة يومية من سبع دقائق خاصة بالأمثال الشعبية لكن عبر إطار درامي حقق نجاحا جماهيريا على شاشة القناة الثانية هو السلسلة الكوميدية “احديدان”. العمل الرمضاني الجديد سفر في ذاكرة الأمثال الشعبية التي يزخر بها التراث المغربي. ولتسهيل تلقيه وقبوله من طرف المشاهدين لم تجد دوزيم أفضل من المواقف الكوميدية لحديدان سندا فنيا لتحقيق هذا الهدف. نفس الفضاءات التي صورت فيها بوبكدي حلقات سلسلتها التراثية ستحتضن تصوير مشاهد الكبسولة، التي كتبت نصها المخرجة صحبة شقيقها ابراهيم. الشخصيات ذاتها، سواء عائلة احديدان أو أفراد القبيلة، ستكون حاضرة في هذا العمل الذي سيقدم في كل كبسولة عددا من الأمثال الشعبية مع الختم بمثل-لغز موجه للجمهور قصد البحث عن حلّه.