«الغلاقة جات فيهم»، بهاته المستملحة يحكي سكان المضيق، ما حدث لمعزومي حفل زفاف هناك، حيث لم ينج إلا قلة قليلة ممن حضر العشاء، فيما وصل غالبيتهم إلى مستشفى محمد السادس بالمدينة الساحلية، بعضهم حالتهم خطيرة، وتطلب الأمر الاحتفاظ بهم تحت المراقبة إلى حين استقرار وضعهم الصحي، من بينهم طفل وراشدون، لم تستحمل بطونهم ما أكلوه، وظهرت أعراضه بعد يومين من حضورهم العرس المذكور، في أولى ساعات الصباح من نهار أول أمس، وصل إلى قسم المستعجلات بمستشفى المضيق، حالة، حالتان، ثم توالى وصول نفس الحالات، وبنفس الأعراض، تسمم حاد نتج عنه آلام في البطن، تقيؤ وإسهال لدى البعض. الوضع أصبح حرجا بالنسبة للعاملين بقسم المستعجلات، الذين بدؤوا في بحث تفاصيل الموضوع، قبل أن يتأكدوا أن غالبية من وصلهم بهاته الحالة، يجمع فيما بينهم أمر مشترك واضح، وهو حضور حفل زفاف ليلة السبت المنصرم. ومن تم أشير بالأصابع لتلك الوجبة التي أكلوها في أولى ساعات الصباح، وغالبيتها كانت من اللحم. تجندت مصالح مستشفى محمد السادس، لاستقبال الحالات التي بدأت تصلها تباعا، وكانوا على علم أن الأمر سيزداد حدة، مما دفع المسؤولين هناك إلى استدعاء طاقم طبي إضافي، وخصص جناح خاص لمن يلج بهاته الحالة. لم يكن أحد يعتقد وهو يتناول وجبة العشاء، ليلة السبت المنصرم، أنه سيجد نفسه مصابا بتسمم بهذا الشكل، فحتى العريس والعروسة، لا يدري أحد كيف أتما اليومين السابقين، وهما يشعران بذلك الألم ولا يستطيعان التوجه إلى المستشفى، وثلاثة أيام عرسهما لم تكتمل، حيث العادة، أن لا تظهر العروس إلا في «ثالث الحزام»، وهي عادة قديمة مازال معمولا بها، ومع ذلك اضطر العروسان، إلى خرق العادة والخروج من «فراش الزوجية»، للتوجه إلى المستشفى بدورهما. سبب ما حدث مازال غامضا، وإن كان الغالبية العظمى يتهمون «لحم العجل» بما حدث، حيث إن هناك من لم يأكل الدجاج، وأصابه ما أصاب الآخرين، فيما يؤكد مصدر من أسرة أصحاب العرس، أن مصدر اللحم عجل تم شراؤه في نفس اليوم، وسلخ بشكل عاد، بحيث لم يبد عليه أي مرض أو شبهة. المصالح الأمنية بدورها، قد تفتح تحقيقا في الموضوع، للكشف عن سبب التسمم، وفيما إذا كان عرضيا أم عملا مدبرا.