خرج العشرات من أسر متقاعدي وأرامل الأمن الوطني القاطنين بما يعرف باسم «عمارة سيدنا» بالدار البيضاء صبيحة أمس الثلاثاء أمام إقامتهم وهم يحملون بين أيديهم قنينات الغاز، متأهبين على ما يبدو إلى عملية انتحار جماعية ضد أحكام الإفراغ لمساكنهم، حيث ما كادالعون القضائي مؤازرا بالقوات العمومية أن يبدأ في تنفيذ القرارات القضائية في حق 19 أسرة، حتى بادر بعض المتضررين إلى إضرام النار في درج العمارة، مما تطلب تدخل رجال الإطفاء لإخماد الحريق في بدايته قبل أن تحل كارثة في البناية والأرواح، وتطويق المكان بقوات التدخل وعناصر الأمن والقوات المساعدة0 وقد بدأت مأساة اعتصام وتجمع متقاعدي وأرامل الأمن الوطني أمام "عمارة سيدنا"، الكائنة بزنقة سقراط بحي المعاريف، تتكرر من حين لآخر، بعد توالي قرارات الغرفة المدنية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، القاضية بتنفيذ أحكام الإفراغ الصادرة ضد العشرات من الأسر بشكل فردي وفي تواريخ متفرقة، حيث أصبح توصل كل واحد من السكان بمحضر إفراغ قضائي، يعتبر بالنسبة لحوالي 47 أسرة تقطن على سبيل الكراء بعمارتي "ب و د" كابوسا مفزعا يقض مضجع الجميع0 وتجدر الإشارة أن عمارة سيدنا تتكون من عمارتين "ب ود" ذات أربعة طوابق وبها حوالي 50 شقة مكتراة بموجب عقود كراء فردية ومباشرة في اسم العديد من موظفي الأمن الوطني، حيث قضى معظمهم أكثر من أربعة عقود يؤدون الواجبات الكرائية لمكتب عقاري ملكف بتدبير أملاك الملك الراحل محمد الخامس، لكنهم في المدة الأخيرة فوجئوا بالإدارة العامة للأمن الوطني تفسخ عقدين مؤرخين في 12 فبراير 1957 و 28 يونيو 1961 ، حيث صدرت أحكام قضائية ابتدائيا واستئنافيا لصالح الأميرة للا مليكة والأميرة للا عائشة وأحمد عصمان بصفتهم أصحاب هذا الملك العقاري المعروف باسم "عمارة سيدنا"0