ست ساعات استغرقها اجتماع الرئيس المدير العام للشركة الوطنية فيصل العرايشي مع وفد نقابة مهنيي الرياضية برئاسة كاتبها العام طارق سقي الأربعاء الماضي بالرباط. ثلاث ساعات وفيصل العرايشي يصغي إلى تقرير مفصل عن حال القناة الثالثة من الداخل، لم يصدق حقيقة ما يسمع، قناة تلفزية مقطوعة عن العالم الخارجي لما يفوق عشرة أيام، خطوط الهاتف لا تحتوى على حرارة، والصحفيون يضطرون للخروج إلى المخادع العمومية. شخص يبيع العسل يحضر بشكل منتظم ويتجول داخل مكاتب القناة وكأنه في سوق، لا وجود لرجال الأمن أمام الباب الرئيسي لمنع دخول من كان. وفي كثير من الأحيان يلتقي العاملون مع غرباء أتوا للحصول على تأشيرات بلجيكا يقضون حاجاتهم في مراحض القناة. هل تتصورون وجود قناة تلفزية تعاني أزمة كراس ولا يوجد فيها انترنيت ؟ الرياضية تعاني هذا المشكل حيث يبلغ عدد العاملين فيها 200 شخص، في حين لا يتجاوز عدد كراسيها 36. الأنترنيت يقتصر وجوده على الطابق الثاني، والجميع مرغم على اللجوء إلى السيبر. الويفي غير مسموج به لأي أحد إلا للمدير هو من يتوفر على كوده. بعد استماع الرئيس المدير العام فيصل العرايشي لوفد الرياضية، جرى الانتقال للحديث عن سبل حل هذه المشاكل، إذ أصدر العرايشي أوامره حينا إلى مدير ديوانه ادريس الإدريسي بضرورة أن ينزل جميع المدراء المركزيين إلى مقر القناة بالبيضاء للوقوف على جميع متطلباتها وتلبيتها في أقرب وقت.. يبقى أهم قرار أصدره العرايشي عقب هذا الاجتماع توقيف برنامج «برولونكاسيون فوت بول». يأتي قراره هذا بناء على تشابه حالة معده ومقدمه حكيم غزوي مع حالة صاحب مستوع، إذ يشتغل وكيلا للاعبين وصاحب شركة للإنتاج، وزوجته تشتغل مسؤولة في الإنتاج بالرياضية، ولا يحقق البرنامج سوى نسب مشاهدة ضعيفة جدا، لا تبرر بتاتا ما يتقاضاه صاحبه من أجر شهري يصل إلى سبعة ملايين سنتيم. انتظم تدخل وفد الرياضية على ثلاثة محاور، المحور الأول مادي يهم الزيادة في الأجور، وضعت فيه النقابة أربعة معايير للقضاء على التفاوت القائم بين العاملين، أولها أن تقدم الفئة الأكثر تضررا ممن يتقاضون أجورا هزيلة تتراوح بين 3000 و 3500 درهم. العرايشي أبدى تفهمه لوضعية هذه الفئة، بل وأعرب عن كونها تبقى حالة شاذة لا يمكن القبول بها. ثانيها الفئة التي انتقلت من مهنة إلى أخرى وقدمت لها وعود بالزيادة، ثالثها تحقيق العدالة في الأجور بين العاملين ممن لهم نفس المستوى، ويقومون بعمل واحد. والمعيار الأخير تحريك وضعية أصحاب الأجور المجمدة منذ خمس سنوات. العرايشي تعهد بتسوية هذا الوضع، إضافة إلى طي صفحة المتعاونين بشكل نهائي، إذ جرى الاتفاق على إدماج 44 متعاونا على مدي ثلاث سنوات بناء على معايير الأقدمية، والحالة العائلية. المحور الثاني هيكلي، ووقع الاتفاق بين الأطراف أن سبب كل مشاكل الرياضية غياب هيكل تنظيمي ينطم العمل ويحدد المسؤوليات، المحور الثاني لوجيستيكي وفيه تعاني الرياضية خصاصا على جميع المستويات بما فيه عدد الكاميرات. في اليوم الموالي للاجتماع، دبت حركة غير عادية في الرياضية، سيارة تأتي، وأخرى تغادر. في الوقت الذي كان العرايشي يجتمع مع نقابة الرياضية، كان قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية يستعد لاتخاذ خطوات تصعيدية بعد تجاهل العرايشي لهم وعدم رده على رسالة رفعوها إليه.باللغتين العربية والفرنسية تندر بتردي الوضع داخل قطاع يعح بكفاءات في الصحافة الرياضية، لكنه لا يجد الشروط المناسبة للاشتغال; منذ شهور أصبح صحفيو القطاع مشتتين على المقاهي والسيبرات يشتغلون منها بعد إقراغه مقرهم من كراسيه، إصلاح وحيد أجري عليه هم قفل الباب الرئيسي، تعرض للتلف بعد عشرة أيام من تركيبه ، ولحد الآن لم يجدوا مخاطبا يتحاور معهم، بعد قضائهم لسنوات في قطاع الرياضة بالإذاعة الوطنية ندكر على سبيل المثال عبد الفتاح لحراف الذي قضى ما لا يقل عن 37 عاما في الصحافة الرياضية