مكن التنسيق الأمني لمحاربة الخلايا الإرهابية بين المغرب وإسبانيا، من تفكيك مجموعة من الشبكات المتخصصة في استقطاب وإرسال «مجاهدين» إلى سوريا، مالي وكذلك ليبيا، انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية. حيث تم ولحدود فجر يوم 16 من يونيو الجاري توقيف ما لا يقل عن 21 مشتبها فيه، ينتمون كلهم لتلك الخلايا الإرهابية المنتشرة بجنوب إسبانيا وبعض مدن شمال المغرب، وتشتغل بشكل تنسيقي فيما بينها. توقيف المعنيين تم في أربع عمليات كبرى تمت منذ بداية السنة الجارية، أهمها في مارس، ماي ويونيو، من بينها تلك التي تمت فجر يوم 16 من يونيو الجاري، ومكنت من توقيف مجموعة من العناصر الخطيرة، من بينهم زعيم الشبكة والذي كان معتقلا لمدة طويلة بالقاعدة الأمريكية بغوانتانامو، التي كانت تضم أخطر المعتقلين في قضايا الإرهاب. وكانت وحدات خاصة للشرطة الإسبانية، قد تمكنت في الثلاثين من ماي المنصرم، وفي عملية مشتركة مع عناصر أمنية واستخباراتية مغربية بمدينة مليلية، تمكنت من توقيف ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و40 سنة، اتهموا بالانتماء لخلية إرهابية، قامت بإرسال ما لا يقل عن 26 من الشبان الإسبان غالبيتهم من أصول مغربية للتدريب، ببعض دول الساحل الإفريقي إلى جانب عناصر القاعدة بهدف إرسالهم لمناطق النزاع، سواء لسوريا أو مالي أو غيرها من المناطق التي تعرف وجودا مكثفا للقاعدة في تلك النزاعات القائمة. ومن بين المعتقلين ضمن هاته المجموعات الأربع التي تم تفكيكها منذ مطلع العام الجاري، كان أحد الأسماء المعروفة ويتعلق الأمر ببنعيسى الغاموشي البغدادي، والذي يعتبره الباحثون والمحققون أنه أول جهادي عاد من الساحل الإفريقي، بعد قيامه بإعداد معسكر تدريب متكامل بمنطقة الصحراء الشمالية لمالي، والذي كان قد قام بإلحاق وتجنيد عشرات من المقاتلين الجدد بمليلية المحتلة أساسا، وبعثهم إلى هناك. وتقول البيانات الاستخباراتية المغربية والإسبانية، إن كلا من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين أصبحتا مدينتين لنشاط كبير لتلك الجماعات والشبكات المتطرفة، حيث تجد التمويل الكافي من مداخيل تجارة المخدرات والتهريب وبيع السيارات المسروقة والمهربة. كما تجد الأرضية الخصبة لاستقطاب الشباب المغربي الفاقد لكل أمل ولكل قيم مجتمعه المتسامحة، خاصة وأن غالبية هؤلاء، يأتون من حضن الانحراف الذي يعيشونه هناك. إذ أثبتت التحريات التي أجريت على بعضهم، أنهم كانوا من بين المنحرفين وبعض تجار المخدرات وغيرهم.. وكانت عملية مشتركة مغربية إسبانية مكنت في 14 مارس المنصرم، وزارة الداخلية الإسبانية من تفكيك ما وصفته بالخلية الدولية الأكثر نشاطا وأهمية في إسبانيا، بل إنها واحدة من الأكثر نشاطا وأهمية في أوروبا في جذب الناشطين للمشاركة في «الحرب المقدسة». وقد تم خلال هاته العملية توقيف سبعة أشخاص وثلاثة في مليلية، وثلاثة في المغرب وآخر في مالقة. حيث مكن هذا التنسيق من القبض على الرأس المدبرة المسمى مصطفى مايا امايا. اسم آخر من الوزن الثقيل تم إيقافه خلال هاته السنة، ويتعلق الأمر بعبد الواحد الصادق محمد، وهو العضو القيادي في تنظيم «داعش»، والذي ينشط بالعراق وسوريا، وذلك خلال عودته خلسة يوم الخامس من يناير المنصرم، إلى مطار مالقا قادما عبر إسطنبول.