خصص المغالي حسن الكتاني حيزا كبيرا من السب والشتم لجريدة "الأحداث المغربية" واصفا إياها بأقذع النعوت لمجرد نشرها كاريكاتير يدعو إلى الاجتهاد في أمور الدين وإعمال العقل الذي فضل به الله الإنسان عن باقي المخلوقات، وجاءت خربشاته في صفحته الفيسبوكية بلغة مضمرة لكثير من التهديد والوعيد والتحريض على الجريدة واستعداء المسؤولين عليها. واستعمل الكتاني عبارتي "الخبث" و"الحقارة" لوصف الجريدة علما أن كل ما "ارتكبته" هو نشرها لكاريكاتور يجسد البخاري ومسلم وهما يطلبان من مسلمي هذا الوقت إعمال عقولهم، وعدم الانصياع وراء شيوخ التطرف والغلو من أمثال الكتاني المسلمون يعلمون جيدا أن المقدس الذي لا يمس هو القرآن والحديث الصحيح الذي أجمع عليه العلماء والرواة وصححوا طرقه . والعلماء مازالوا إلى يومنا هذا يصححون طرق الحديث ويضعفون بعضها ومنها أحاديث مشهورة ويعمل بها في بناء الأحكام الفقهية. من جهة أخرى، البخاري مجتهد وليس معصوما والمجتهد يصيب ويخيب ويكون له في النهاية أجر المجتهد. على الكتاني أن يعرف أن الأمر هنا يتعلق بكاركاتير لم يشخص الله ولا رسوله ولا أحد الأنبياء وإنما شخصا عالما مسلما مجتهدا في زمانه وهذا زمن آخر له علماؤه. لقد ظلم هذا الدين بما فيه الكفاية وعلى الدعاة إلى التحجير أن يرفعوا أيديهم عن الكتاب والحديث، وعن ديننا الحق. الإسلام سيستمر قويا بعلمائه المجتهدين الذين يبدعون فيه وبما هم قادرون على الإبداع فيه، أما الارتكان إلى اجتهاد القدماء والاكتفاء به فهو إساءة إلى الإسلام وما هو قادر عليه من تجديد دائم. أما الأحداث المغربية فقدرها في المغرب اليوم هو هذا: أن يعتبرها المتطرفون ودعاة الغلو الشوكة العالقة في حلوقهم التي يسعون بكل الوسائل إلى الإطاحة بها ويستعملون لذلك أخبث الطرق وأكثرها حقارة على حد تعبير الشيخ المتطرف الكتاني