محمد الوفا نفى أن يكون قد تفوه بالكلمة النابية التي أثارت ضجة في البرلمان، وقدم روايته الخاصة لما حدث مستندا على ما تم تسجيله بالصوت والصورة، معتبرا أن أي ادعاء بكونه تلفظ بتلك الكلمات تكون الحجة على من يدعيه، وحاول الوفا في اتصال هاتفي «للأحداث المغربية» به، أن يعيد تركيب شريط الأحداث التي عاشها مجلس النواب في جلسة الأسئلة الشفوية، فيما اعتبر نواب أن كاميرات المجلس قد تتضمن حقيقة ما جرى في ظل تبادل الاتهامات بين الأطراف . الوفا قال إنه كان بصدد الإجابة عن أسئلة النواب المبرمجة جلها حول ارتفاع الأسعار، واستمر في تقديم إجابته حتى حان دور النائب ياسين الراضي عن حزب الاتحاد الدستوري، الذي اعتبر سؤاله مليئا بالتهجم على الحكومة، متضمنا استفزازا له شخصيا، فكان جوابه هادئا، لكن في الرد الذي يكون عادة تفاعلا مع جواب الوزير ويتم بطريقة شفوية، تبين له أن صاحب الرد يقرأ ما كان قد دونه، وهو ما اعتبره عملا مدروسا ومسبقا، فكان الرد بمثل نفس اللغة، وفيه قال عبارته «واعطيوا حتى انتما من داك الشي اللي عندكم لفقرا». وانطلاقا من هذه النقطة ستعرف الجلسة هرجا ومرجا بعد تدخل أطراف أخرى، وبعدها سيتم رفع الجلسة، وحينما كان الوزراء والنواب ينتظرون عودتها للانعقاد، تهجم عليه النائب صبحي من حزب الاستقلال، والذي نزل في اتجاه مقاعد الوزراء، حيث هاجمه، إلى درجة أن الوزيرة شرفة أفيلال أصابها الهلع، وخاطبها الوفا«ما تخلعيش راحنا مولفين بهاذ الشي»، واعتبر أن ما تم تسجيله بالصوت والصورة يظهر أن النائب صبحي هو من اعتدى عليه، ولاشيء غير ذلك. بعد ذلك ذهبنا عند رئيس البرلمان وتم الاتفاق على استئناف الجلسة، وقلت إنه إذا ظهر من التسجيل أنني قلت ما يمس النائب بسوء ، فأنا مستعد للاعتذار، وبعد استئناف الجلسة قال الرئيس وهبي يظهر أن الوزير له ما يقوله، وحينها تدخل بوانو لتفسير الصيغة التي اتفقنا عليها، ليتدخل باقي أعضاء فرق المعارضة ، وبعد أخذ ورد سينسحب فريق حزب الاستقلال. رواية الوفا تختلف عن رواية الفريق الدستوري الذي قال بأن سؤال نائبه كان عاديا لوزير مكلف بالشؤون العامة والحكامة، وأن استعمال النائب لصيغة « أسألك كمواطن» كان الغرض منها فقط إظهار حجم المعاناة التي يكتوي بها المواطن جراء الزيادات الأخيرة وضعف الأجور، لكن رد الوزير كان قاسيا، مستعملا أسلوب ترهيب واتهامات دأب عدد من أعضاء الحكومة على توجيهها للنواب لتغليط الرأي العام وعدم الرد الجاد على أسئلة النواب، وهو ما أدى إلى حدوث بلوكاج داخل المجلس، حيث ساهم نواب العدالة والتنمية في إشعال الحريق باتهاماتهم المجانية للنواب. وبخصوص الرواية الخاصة بالنائب الاستقلالي صبحي والمعني بالعبارة النابية المنسوبة إلى الوزير الوفا، فإن نوابا من فرق مختلفة قالوا إن النائب لم ينزل في اتجاه الوزير الوفا، ولكنه كان مارا بالقرب من مكان جلوس الوفا في اتجاه الباب المؤدي إلى بهو المجلس، حيث عاتبه على الطريقة التي تعامل بها مع النائب ياسين الراضي عن الفريق الدستوري، وحينها هاجمه الوفا بالكلام النابي المنسوب إليه. معركة الوفا مع نواب المعارضة انتقلت إلى لجنة المالية حيث انسحبت الفرق النيابية المعارضة، الفريق الاستقلالي، والاشتراكي، والأصالة والمعاصرة، والدستوري، من أشغال هذه اللجنة المالية، حيث حضر محمد الوفا، لتقديم القراءة الثانية من مشروع قانون المنافسة، الذي صادق عليه مجلس المستشارين، وذلك على خلفية تلفظ الوزير بألفاظ نابية في وجه النائب الدستوري ياسين الراضي، على هامش جلسة الأسئلة الشفاهية، أول أمس الثلاثاء.في حين اعتبر الوفا أن الذين انسحبوا هم فقط أعضاء الفريق الاستقلالي، قائلا «أنا عارفهم آش باغيين». رئيس لجنة المالية ، خيرون، من العدالة والتنمية، افتتح اجتماع اللجنة، بمجموعة من نقاط النظام، وطلب تأجيل الاجتماع، نظرا للأجواء المكهربة، لما تفوه به الوزير في الجلسة العامة، وعلى هامشها، في انتظار قرار ندوة الرؤساء، التي كانت مجتمعة في الوقت ذاته، من أجل اتخاذ الموقف، لكن نواب العدالة والتنمية تمسكوا بالاستمرار في الاجتماع